ترك برس
تسائل ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن سبب موافقة تركيا على وجود "كردستان العراق" ورفضها "كردستان سورية".
وأعرب بوغدانوف عن اعتقاده بأن "هذا ليس من شأنهم. هذا شأن عراقي وشأن سوري. الشعب السوري وليس الروسي أو التركي يقرر شكل الدولة والقيادة. وهذا هو موقفنا، تغيير النظام وترتيب الأمور شأن سيادي داخلي"، على حد تعبيره.
وفي أكثر من مناسبة، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح بإقامة أي دولة جديدة شمال سوريا، مشيرا إلى أن عدم إنشاء منطقة آمنة هناك سيعرض المدن التركية الحدودية -وهي غازي عنتاب وكليس وشانلي أورفة- للخطر الدائم.
وخلال حديثه لجريدة الحياة اللندنية، تطرق بوغدانوف إلى موقف روسيا من إقامة مناطق آمنة بدءاً من غرب سورية، مبينًا أنه "حتى هذه اللحظة لا نفهم الآلية ولا تفاصيل الأفكار الأميركية. منطقة آمنة باتفاق مع من؟ أي ترتيبات؟ بموافقة الحكومة أو من دون موافقتها؟ لا نعلم من سيشرف عليها. وما الهدف، ومن يتحمل المسؤولية؟".
وحول آفاق التفاهم بين موسكو وطهران، قال المبعوث الروسي: "ثمة الكثير من الافتراضات والأفكار قد تكون موجودة في كل مكان. لكن نحن نعتمد في هذا الموضوع على الأطر القانونية الرسمية. لدينا نصوص ووثائق متفق عليها بين الأطراف، إيران والخليج العربي وتركيا والولايات المتحدة لذلك يمكن الانطلاق منها".
وأضاف: "أنا أقصد هنا مجموعة الدعم الدولي في سورية، بمشاركة الأطراف العربية وإيران والأتراك وأطراف أخرى وعلى أساس تفاهمات إطار فيينا التي حضرها كل وزراء الخارجية وتحت رعاية روسيا والولايات المتحدة قبل شهور وتم على أساسها اتخاذ قرار مجلس الأمن 2254 بالإجماع.
واعتبر بوغدانوف أن "هذه أسس مبدئية لحل الأزمة السورية وعلى كل المسارات هناك مسار أمني ومسار عسكري ومسار إنساني ومسار سياسي ولدينا مواقف متفق عليها".
وتابع: "نحن نسمع كلاماً كثيراً عن تصدير الثورة الإيرانية وأنهم يريدون توسيع نفوذهم في الشرق الأوسط وبالدرجة الأخص في العراق وسورية ولبنان والبحرين. لكن نحن نقول يجب أن نقرأ باهتمام المسائل المتفق عليها من خلال اللقاءات مع شركائنا، بمشاركة كل الأطراف الإقليمية الفاعلة".
وأعرب عن أعتقاده بأن "هذا مدخل مناسب لتقارب إيراني - أميركي وتقارب إيراني - سعودي. وهذا هو المدخل الصحيح للحديث عن التسوية المطلوبة في سورية".
وأكّد أن بلاده تتحدث عن "نظام علماني ليس علوياً وليس شيعياً وليس سنياً وليس مسيحياً، يأتي من طريق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تجري في الداخل والخارج بما في ذلك مشاركة اللاجئين في البلدان المجاورة وغير المجاورة، وبرعاية ورقابة صارمتين من الأمم المتحدة.
وأردف: "لدى الأمم المتحدة تجربة طويلة في إجراء انتخابات، في أفغانستان وفي العراق في ظروف مشابهة، ويمكن أن تجري في سورية حيث توجد أراض تحت سيطرة النظام وأراض خارج سيطرة النظام".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!