ترك برس
تلقّى أحد مدبري محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو الدموية الفاشلة اتصالًا هاتفيًا من رقم مسجل باسم القنصلية الأمريكية في إسطنبول، وذلك حسبما ذكرت مصادر في مكتب المدعي العام يوم الأربعاء، فيما أكدت القنصلية أنها أجرت المكالمة في بيان لها صدر لاحقًا.
ووفقًا لوكالة الأناضول، ففي 21 تموز/ يوليو 2016 جرى اتصال هاتفي بين خط هاتف يتبع للقنصلية الأمريكية في إسطنبول وبين عادل أوكسوز الذي يُعتقد أنه هو العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الدموية الفاشلة التي أسفرت عن مقتل 248 شخصًا.
ونقلت الوكالة عن مصادر مقربة من مكتب المدعي العام في أنقرة تأكيدها على تقارير أفادت بحدوث مثل هذا الاتصال، كما أشارت وكالة دوغان للأنباء أن تحقيقات تجري بهذا الصدد.
وفي بيان لها صدر لاحقًا، قالت القنصلية الأمريكية إن الاتصال الهاتفي جرى في 21 تموز 2016، وجاء نص بيانها كما يلي: "في ذلك اليوم، اتصلت الشرطة الوطنية التركية بالبعثة الأمريكية في تركيا لطلب مساعدتنا في منع عادل أوكسوز من مغادرة تركيا"، وأضافت السفارة أنها ألغت تأشيرة دخوله إلى الولايات المتحدة، وكما يتطلب القانون الأمريكي حاولت الاتصال به لإبلاغه بإلغاء التأشيرة.
وفي هذه الأثناء، يُتوقع أن يتم تقديم لائحة الاتهام بشأن محاولة الانقلاب في قاعدة أكينجي الجوية بأنقرة، التي تتضمن عادل أوكسوز كواحد من المتهمين الرئيسيين، إلى المحكمة بحلول يوم الخميس.
ووضعت أنقرة أوكسوز في "الفئة الحمراء" التي تتضمن أهم المطلوبين بتهمة الإرهاب، وعرضت ما يصل إلى 4 ملايين ليرة تركية (تُعادل 1.1 مليون دولار أمريكي) لمن يقدم معلومات قد تساهم في إلقاء القبض عليه. ويُعتقد أنه غادر خارج البلاد بالنظر إلى فشل محاولات إيجاده بداخلها.
وقد سُمّي أوكسوز في لائحة الاتهام بـ"الإمام"، وهي رتبة جوهرية في منظمة غولن الإرهابية المسؤولة عن اختراق سلاح الجو التركي. ويُتّهم بتدبير لقاء جنرالات رفيعي المستوى بفيلا في أنقرة.
وهو أستاذ لاهوت، ولا زال طليقًا منذ إطلاق سراحه المثير للجدل بعد اعتقاله في القاعدة العسكرية بأنقرة أثناء محاولة الانقلاب. كما يُتّهم بإجراء محادثات مع ضباط في الجيش قبل محاولة الانقلاب لترتيب جهود الانقلاب المُوافق عليها من قبل فتح الله غولن، زعيم المنظمة المقيم في الولايات المتحدة، شخصيًا.
وتتهم السلطات التركية منظمة غولن بتدبير محاولة انقلاب 15 تموز التي أسفرت عن مقتل 248 شخصًا، فيما أظهرت أدلة جديدة وجود علاقات مقربة بين المنظمة الإرهابية والجنود الذين انضموا إلى المحاولة الانقلابية.
وانتقدت أنقرة الولايات المتحدة لفشلها في تسليم زعيم المنظمة فتح الله غولن، الذي يعيش في منفى فرضه على نفسه بولاية بنسلفانيا الأمريكية. وتتوقع تركيا أن تعتقل الولايات المتحدة غولن مؤقتًا، لضمان عدم هربه إلى دولة أخرى. ولم تستجب واشنطن للطلب التركي حتى الآن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!