جورج كريتشلو - ذا سبوكس مان - ترجمة وتحرير ترك برس
تتقاسم تركيا حدودا طويلة مع سوريا. ومنذ بداية الثورة السورية في عام 2011 قبلت تركيا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 76 مليون نسمة، أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري من الأطفال والنساء والرجال الذين فروا من الموت والدمار في بلد لا يتوقف فيه العنف.
وعلى الرغم من أن تركيا تعارض الحكومة السورية وداعش، وقد عانت من أعمال إرهابية داخل حدودها، فقد سمحت للاجئين بدخول أراضيها دون شرط الفحص المكثف. ومع أن سكان سوريا وتركيا أغلبهم من المسلمين، فإن لدى البلدين ثقافات ولغات ونظم سياسية مختلفة. تركيا ليست بلدا معزولا من دول العالم الثالث، لكنها أيضا ليست بلدا ثريا أو متقدما مثل معظم البلدان الأوروبية أو الولايات المتحدة، وكان استعدادها لفتح حدودها لملايين اللاجئين وتخصيص الموارد الوطنية الشحيحة لرفاههم أمرا رائعا.
عملتُ أخيرا مع برنامج نقابة المحامين الأمريكيين في مجال سيادة القانون للبحث وإنتاج مواد لتدريب المحامين الأتراك على حقوق اللاجئين السوريين والتزاماتهم في تركيا. وقد تطوع محامون من جميع أنحاء تركيا للتعرف على حقوق اللاجئين بموجب القانون الدولي والمحلي، وهم يدافعون عن اللاجئين السوريين في المجالات التالية:
1- الوضع. أصدر مجلس الوزراء التركي في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 لائحة الحماية المؤقتة التي تتناول التدفق الجماعي للأشخاص الذين فروا من الحرب في سوريا بعد 28 أبريل/ نيسان 2011. وبموجب هذه اللائحة يمكن للسوريين ومن لا يحملون جنسية مثل الفلسطينيين واللاجئين الدوليين الذين دخلوا تركيا مباشرة من سوريا، طلب الحماية المؤقتة في تركيا مع الحق في الحصول على الخدمات والمنافع، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والعمل والمساعدة القانونية. ويمكن رفض منح الحماية المؤقتة لمن ارتكبوا جرائم معينة أو يشكلون خطرا على السلامة العامة والأمن الوطني.
2- الرعاية الصحية. يحق لجميع المستفيدين من برنامج الحماية المؤقت الحصول على الرعاية الصحية الأولية المجانية في المستشفيات والعيادات العامة. ويحق لهم الحصول على الرعاية الصحية المتخصصة مجانا إذا أوصى بها طبيب الرعاية الصحية الأولية، ويحق لهم في حالات الطوارئ الحصول على الرعاية الصحية في المستشفيات الخاصة والمستشفيات التعليمية.
3- الإسكان. بمساعدة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، يتم توفير الغذاء والمأوى للاجئين في مخيمات اللجوء المتعددة في جميع أنحاء تركيا. ويحق لهم أيضا البحث عن المساكن واستئجارها في أي مكان داخل المقاطعة التي يقيمون فيها. ويحق لهم التمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها أي مستأجر من مواطني تركيا.
4- التعليم. يحق للأطفال اللاجئين الالتحاق بالمدارس الرسمية التركية وفقا لخلفيتهم التعليمية ومستوى معرفتهم باللغة التركية، كما يمكنهم الالتحاق بالمدارس الخاصة التي يعمل بها مدرسون سوريون يدرسون منهجا سوريا تقليديا باللغة العربية. وعادة ما تعمل هذه المدارس تحت رعاية المنظمات غير الحكومية غير الربحية التي تدعمها الحكومة التركية.
5- العمل. يحق للسوريين في تركيا العمل، ولكن يجب عليهم أولا الحصول على تصريح عمل. ويجوز منح تصريح العمل بعد أن يكون اللاجئ قد عاش في تركيا لمدة ستة أشهر على الأقل وأثبت أنه قد عرض عليه العمل.
إن الضغوط التي تتعرض لها ثقافة تركيا واقتصادها بسبب التزامها باللاجئين السوريين هي ضغوط هائلة، وتتطلع تركيا ودول أخرى في المنطقة إلى المجتمع الدولي لتقاسم عبء استيعاب ملايين اللاجئين. وفي حين استجابت أوروبا لهذه الدعوات بقبول مئات الآلاف من اللاجئين والتبرع بالمال لتركيا، لم تقبل الولايات المتحدة سوى جزء صغير من هؤلاء المحتاجين، حيث استقبلت 19.324 لاجئا سوريا من 1 كانون الثاني/ يناير 2012 إلى 29 يناير 2017. لم يُقبل هؤلاء اللاجئون إلا بعد فحص مكثف من قبل مسؤولين مدربين للهجرة. ومعظم هؤلاء اللاجئين من النساء والأطفال وعدد قليل جدا منهم من الرجال. واستقرت 64 عائلة سورية لاجئة في مدينة سبوكين بواشنطن في عام 2016.
يسعى الرئيس ترامب إلى منع دخول جميع اللاجئين القادمين من سوريا إلى أجل غير مسمى. إن أمره التنفيذي والأمر المنقح الذي ينص على حظر مؤقت فقط هما بالطبع موضوع تَقَاضٍ مستمر. ومع ذلك فقد أرسلت إدارة ترامب رسالة لا لبس فيها بأن اللاجئين السوريين غير مرحب بهم في الولايات المتحدة.
ثمة أمر واحد يتحدث عنه الأمريكيون وهو أمريكا أولا والحاجة إلى حماية الأمن القومي، لكن المسألة مختلفة تماما عندما نقارن أنفسنا بإنكار الذات في بلدان الشرق الأوسط التي استوعبت وطأة الاضطراب في ذلك الجزء من العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس