محمد عزت ابوسمرة - خاص ترك برس
يقول البارئ سبحانه: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".
هذا ماضي أمتك أيها المسلم ترى فيه محمدًا صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم آيات الله تعالى ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فيسارعون في الخيرات وهم لها سابقون مهاجرون. أُخرِجُوا من ديارهم وأموالهم ابتغاء الفضل والرضوان من الله تعالى ونصرة له ولنبيه محمد، إنهم حقًا قوم صادقون وجدوا لأنفسهم إخوان صدق نصروهم واقتسموا معهم الدار والمال بكل حب ضاربين بذلك أروع مثال في التضحية والإيثار يقتدي به المؤمنون الفاتحون الذين جاؤوا من بعدهم وكُلّهم في الله أملهم أن يغفر لهم ولإخوانهم الذين سبقوهم إلى الإيمان سبقوهم وأن يملأ قلوبهم بالحب لكل مؤمن يأتي بعدهم.
لكن الذين جاؤوا من بعدهم اتبعوا أهواءهم وكان أمرهم فرطا فلا جهاد بقي ولا أندلس ولا نخوة حلف الفضول ولا شهامة بيعة الرضوان بل أحلاف غادرة مغايرة وبيعات كاذبة خاطئة يتفقون فيها على نصرة الظالم لأهله الخائن لوطنه المفارق لدينه والأخذ على يد المظلوم بسفك دمه أو أسره في معتقل أو تهجيره من بلده أو تكميم فمه فلا يسمع له صوتا اللهم إلا الأنين الذي يكشف عن جسده المكنون من تحت ركام بيته المتهالك بفعل برميل متفجر ساقط من طائرات وقودها من ثروات بلاده تلك البلاد المهضومة حقها في العيش بحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية تلك البلاد المنهوبة خيراتها المسلوبة إرادتها فلا دواء ولا غذاء ولا سلاح تصنع وتنتج لتظل تدور في فلك أعدائها ويد سفلى تقتات على الفتات، لكن لن يمكث هذا الهوان طويلا فلا يزال في الأمة ثوار لا يقبلون الضيم، أحرار لا ينزلون على رأي الفسدة فترقبوا فجر جديدا.
وأقول فجرًا جديدًا لأن الفجر قد طلع يا أمتي مرات ومرات لكنك كنت تغطين في سبات وما استجبت لكل الصيحات والنداءات التي غرد بها البلابل في ميادين التحرير.
نعم تالله ما كانت ثورات الربيع العربي إلا فجرا مضى سيتلوه فجر جديد، فقومي يا أمتي واستيقظي وانفضي عنك غبار الهوان وتوضئي وولي وجهكِ شطر المسجد الأقصى واهتفي الله أكبر.
الله أكبر يا من طغى وتجبر وحسب أن لن يقدر عليه أحد، الله أكبر يا من أهلك مالًا لبدًا ليصد عن سبيل الله وما سبيل الله إلا الحرية والشورى والمساواة والعدالة.
أيها المسلم، الله الله في نفسك زكِّيها بالصلاة والصيام والقيام والقران وذكِّرها بدورها ورسالتها التي يجب أن تقوم بها، وبوظيفتها المنوطة بها، فما أنت إلا روح جديد تسري في هذه الأمـــة فضع بصمتك في استنقاذها من هذا الوحل الذي أسقطها فيه الجهل والاستبداد ومَسِّكها بأسباب عزتها وعلو مكانتها. "وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس