ترك برس
بينما تنشغل جميع الأحزاب السياسية في تركيا في الوقت الراهن بمناقشة جميع جوانب استفتاء السادس عشر من نيسان/ أبريل الحالي، فإن الموضوع الأهم الذي يشغل بحث حزب الشعوب الديمقراطي هو تصويت قطاعات واسعة من الأكراد سواء في المدن الكبرى مثل إسطنبول أو في الجنوب والجنوب الشرقي لصالح جبهة الرئيس رجب طيب أردوغان، مما ساهم في تمرير التعديلات الدستورية والانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وذلك على الرغم من معارضة الحزب الكردي لهذه التعديلات.
وذكر تقرير لموقع المونيتور أن هيئات حزب الشعوب الديمقراطية تشعر بانزعاج عميق من اتهامات بعض مسؤولي معسكر "لا" بأن الأكراد صوتوا بـ"نعم" أكثر مما كان متوقعا. وقال مسؤول في الحزب للمونيتور "في ديار بكر، حصل معسكر "لا"على 75٪ من الأصوات. إذا كانت (الأحزاب الأخرى) قد عملت بجد، لكان من الممكن أن يحصلوا على 70٪ في إسطنبول. هل كانت أصوات "نعم" مرتفعة فقط في الأماكن التي يعيش فيها الأكراد؟ ماذا عن وسط الأناضول؟ هل هناك أكراد هناك أيضا؟".
في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 72٪ من الأصوات في الانتخابات العامة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، في حين حصل معسكر "لا" في الاستفتاء،على 67٪، أي بانخفاض قدره 5%. وحصل حزب العدالة والتنمية على 21٪ من الأصوات في الانتخابات العامة، لكن نسبة المؤيدين لـ"نعم" في الاستفتاء ارتفعت بنسبة 11% لتصل إلى 32٪. وبالمثل، في ولاية هاكاري، معقل حزب الشعوب الديمقراطي، كانت "لا" قوية.
هل فاز معسكر نعم بفضل تأييد الأكراد
وقد أثار هذا النقاش حول تصويت الأكراد لصالح التعديلات الدستورية تحليلٌ للصحفي جان دوندار الذي كتب تغريدة على حسابه بموقع تويتر قال فيها: "إن ارتفاع أصوات" نعم "في الشرق والجنوب الشرقي أثرت على النتيجة، ففي 17 مدينة من أصل 30 مدينة رئيسة للأكراد لم تحقق "لا" نجاحا".
ووفقا لوهاب جوشكون الأستاذ في كلية الحقوق جامعة دجلة، والمتابع لشؤون جنوب وجنوب شرق تركيا، فقد لعبت الأصوات الكردية دورا مهما في الزيادة غير المتوقعة للتصويت "بنعم". وقال جوشكون: "توقعنا أن يحصل حزب العدالة والتنمية على أكثر قليلا مما حصل عليه في الانتخابات العامة. لثلاثة أسباب: أولا، أن الأكراد الذين يؤيدون حزب العدالة والتنمية يعتقدون أن حزب العدالة والتنمية وأردوغان سيضمنان إضفاء الطابع الديمقراطي على تركيا وحل المشكلة الكردية. وعلى الرغم من أن لديهم بعض الاعتراضات على التعديلات الدستورية المقترحة، فإنهم ما يزالون يعتقدون أنها كانت الخيار الأفضل لديهم.
السبب الثاني هو رد الفعل تجاه حزب العمال الكردستاني بسبب حرب المدن التي يخوضها، ونأيهم بأنفسهم عن حزب الشعوب الديمقراطي الغارق في مشاكله الخاصة ويخضع رئيسه وبعض نوابه للتحقيق، وعجزه عن تحفيز الناخبين وتعبئة الجماهير الكردية للتصويت بلا.
أما السبب الثالث، بحسب جوشكون، فهو أن القطاعات الكردية التي لا تصوت عادة لحزب العدالة والتنمية ولا لحزب الشعوب الديمقراطي كانت تميل عموما إلى التصويت بنعم"، وأعلن بعضها صراحة مثل حزب الهدى الإسلامي تأييده للتعديلات الدستورية، حيث رأت تلك القطاعات أن القضية الكردية لن تحل في ظل النظام البرلماني، وأملا في أن يحقق النظام الرئاسي الحل، فقد صوتوا بـ"نعم". وقد أقر الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء، بن علي يلدريم، بأن الزيادة النسبية في الأصوات الكردية لعبت دورا مهما في انتصار معسكر "نعم".
ويتفق مع هذا الرأي سيدات يورتداش، النائب السابق عن الحزب الديمقراطي (حزب الطريق القويم سابقا) وعضو مركز البحوث الاجتماعية في جامعة دجلة، الذي قال إن حزب الشعوب الديمقراطي لم يستطع الاستعداد للاستفتاء فى ظل الظروف التي يمر بها الحزب من التحقيق مع نوابه وسجن رئيسه والحرب مع حزب العمال التي أدت لتدمير بعض المدن. وفي ظل هذه الظروف ستنتقل بعض الأصوات إلى الحزب الذي يتطلع إلى الأمام، وهو في هذه الحالة حزب العدالة والتنمية الذي كان يعد بمستقبل اقتصادي واجتماعي وسياسي أفضل".
وأضاف يورتداش أن حزب العدالة والتنمية عوض خسائره في معاقله التقليدية بالأصوات التي حصل عليها من الأكراد، مشيرا إلى أن أردوغان نوه بالأصوات الكردية، لأنه يعرف أن هذه الأصوات لعبت دورا في أن يصبح الرئيس التنفيذي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!