جاريد مالسين - تايم الأمريكية - ترجمة وتحرير ترك برس
حذر خبراء من أن سلسلة الضربات الجوية التركية التي استهدفت الميليشيات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في العراق وسوريا، تهدد بوضع تركيا والولايات المتحدة على "مسار تصادمي".
وقال ناشطون سوريون إن الهجمات التركية على جبل سنجار في شمال العراق ومنطقة جبلية في سوريا أسفرت عن قتل ما لا يقل عن 18 عضوا من الميليشيات الكردية السورية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب التي تعد السبب الجوهري في الخلافات العنيفة بين تركيا والولايات المتحدة .
يتعاون الجيش الأمريكي تعاونا وثيقا مع المقاتلين الأكراد في سوريا، اعتقادا بأنهم القوة الصالحة الوحيدة القادرة على الاستيلاء على مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تركيا تنظر إلى هذه الميليشيات على أنها تابعة للجماعات الكردية المسلحة التي تشكل تهديدا خطيرا للأمن التركي. ونتيجة لذلك، فإن الأزمة بين تركيا وأمريكا بسبب شراكة الأخيرة مع الميليشيات تختمر.
قال مايكل حنا، وهو زميل بارز في مؤسسة القرن في نيويورك للتايمز "إن مسار التصادم بين البلدين قادم، وقد حدث بالفعل في بعض الجوانب، وأصبح السؤال هو المدى الذي يمكن أن يصل إليه التدهور. وأضاف "هناك عسكريون أمريكيون على الأرض، وفي أسوأ السيناريوهات فإن تركيا العضو في الناتو والشريك التقليدي الوثيق للولايات المتحدة، يمكن أن تقتل العسكريين الأمريكيين".
أدى الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب إلى إثارة التوتر مع تركيا لأكثر من عامين. وترتبط وحدات حماية الشعب ارتباطا وثيقا بمنظمة أخرى هي حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة مسلحة متمردة تخوض حربا ضد الدولة من أجل حكم ذاتي للأكراد. حاول الرئيس رجب طيب أردوغان من قبل التفاوض على السلام مع حزب العمال الكردستاني ولكنه الآن في شراكة سياسية مع حزب قومي يميني، وهو تحالف يمنع أي عودة لعملية السلام.
تصنف تركيا والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، بيد أن الولايات المتحدة تصر على أن شركاءها من الميليشيات فى سوريا هم مجموعة منفصلة عن مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يحاربون تركيا. والواقع أن المنظمتين لديهما علاقات مباشرة، وتضم ميليشيا وحدات حماية الشعب مقاتلين من أكراد تركيا. بعد أن زار مسؤولون عسكريون أمريكيون موقع الغارات الجوية التركية في سوريا، نشرت صور على الإنترنت تظهر مسؤولا عسكريا أمريكيا يقف بجانب قائد من حزب العمال الكردستاني.
أما فى واشنطن فقد واصل المسؤولون الأمريكيون التأكيد على التمييز بين المجموعتين المسلحتين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء "أود أن أشكك بشدة في الصور المنشورة لكبار القادة العسكريين فى الولايات المتحدة وهم مسرورون أو يصافحون قادة حزب العمال الكردستاني. وكما قلت، فإن الولايات المتحدة تصنف هذا الحزب منظمة إرهابية".
لم يقتصر تأثير الضربات الجوية على علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، فقد قتل في هجوم سنجار خمسة أفراد على الأقل من قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق، وحليفة تركيا والولايات المتحدة. اتصل رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، برئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، لتقديم تعازيه، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء التركية يوم الخميس.
تتراجع العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بينما تستعد الولايات المتحدة لشن هجوم على مدينة الرقة السورية، عاصمة تنظيم الدولة (داعش). أرسلت الولايات المتحدة بعض قوات المارينز إلى سوريا في مارس/ آذار لتوسيع الدور الأمريكي في الحرب البرية هناك، في إشارة إلى أنها تخطط لأن تشمل شراكتها ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم أعضاء من الميليشيات الكردية. وأدى نشر القوات الأمريكية إلى تعميق شراكتها مع هذه الميليشيات، وأثار خطر حدوث مواجهة مع تركيا.
ما تزال تركيا تعارض بشدة أن تلعب الميليشيات الكردية دورا في حملة الرقة، وقد عمدت بدلا من ذلك إلى طرح فكرة مشاركة الجيش السوري الحر المدعوم منها في القتال من أجل تحرير الرقة. وقد استعادت هذه القوات أخيرا مدينة الباب بالقرب من حلب من أيدي داعش، لكن المسؤولين الأمريكيين لا يبدو أنهم يعدون الاقتراح التركي خيارا قابلا للتطبيق.
يقول نواه بونسي، محلل الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل "ليس هناك حل سهل لهذه المشكلة، وقد زادت تركيا في الوقت الحالي من حضورها نوعا ما، ما قد يعقد الموقف بسرعة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس