نيهال بنغيسو قراجا - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

في كلمة له بقمة المجلس الأطلسي التي انعقدت أواخر الشهر الماضي في إسطنبول، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددًا أن أنشطة من يسعون لتأسيس دولة في شمال سوريا، لن تبقى دون رد من تركيا. النقطة الهامة في الكلمة كانت النداء الموجه إلى الناتو والولايات المتحدة. انتقد أردوغان إقامة الدول علاقات مع التنظيمات الإرهابية وشدد على ضرورة وضع البلدان الأعضاء في الناتو على الأخص حد للاستعانة بمساعدة التنظيمات المذكورة، عوضًا عن إقامة علاقات فيما بينها. ومن أجل فهم سياقات هذا النداء "الصريح"، يتوجب علينا العودة إلى الوراء بضعة أيام.

أعلنت القوات المسلحة عن تنفيذها غارة فجر يوم في 25 أبريل/ نيسان على جبل سنجار شمالي العراق، وجبل قره تشوك شمال شرقي سوريا لتدمير أوكار الإرهابيين، بموجب حقوق تركيا المكفولة في القانون الدولي، وأكدت على تدمير المواقع المستهدفة.

لماذا اختيرت هذه المواقع؟ السبب معروف، وهو أن حزب العمال الكردستاني، الذي يرتبط به كل من حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكرديين في سوريا، يريد تحويل المنطقة إلى معسكر جديد له.

اعتبرت وزارة البيشمركة في إقليم شمال العراق الغارة "غير مقبولة"، بعد مقتل خمسة من عناصرها وجرح تسعة آخرين، إلا أنها أكدت في الوقت ذاته على أن المشكلة ناجمة عن وجود حزب العمال في المنطقة، وهو ما يسبب الإزعاج لسكان المنطقة والإقليم.

وعقب ورود الأنباء عن نجاح الغارة على سنجار وقره تشوك وسقوط 70 إرهابيًّا على الأقل فيها، ثارت تساؤلات عن سبب عدم مغادرة عناصر حزب العمال المنطقة، على الرغم من إبلاغ أنقرة كلًّا من واشنطن وموسكو وأربيل.

وبطبيعة الحال كانت الولايات المتحدة أول بلد شعر بضرورة الإدلاء بتصريح للإجابة على التساؤلات. وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ضد داعش، جون دوريان، أن تركيا أبلغتهم قبل فترة قصيرة جدًّا من العملية، ولهذا لم تجد "القوات الحليفة" الوقت للانسحاب من المنطقة.

وفي اليوم التالي، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن تركيا خاطرت، من خلال غارتها الجوية على سنجار وقره تشوك، بحياة القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة. إلا أن صحفيًّا رد عليه بالقول: "لو أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة مبكرًا أنها ستقصف موقعًا لوحدات حماية الشعب، لحاولت واشنطن عرقلتها ولحذرت الوحدات. فكيف يمكننا أن ننتظر من تركيا إبلاغ الولايات المتحدة في وقت مبكر؟".

وأجاب تونر أن المشكلة متعلقة بـ "التنسيق" أكثر من نوايا تركيا، ولم يتراجع عن اعتبار هذه الغارات والمقاربات أمرًا غير مقبول.

وخلال الاجتماع المنعقد في إسطنبول على هامش قمة المجلس الأطلسي أعلنت تركيا أيضًا أنها لن تتراجع. وأكدت على استعدادها للقيام بكل ما يجب لتغيير الظروف، مشددة على معارضتها فكرة الاستعانة بتنظيمات إرهابية للتخلص من الإرهاب.

وبالنتيجة فقد أخطأ من ظنوا أن ضغوط إدارة ترامب ستجعل تركيا تفصل ما بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، كما أخطأ من قالوا إن الأسد سيرحل ويعود عندما تنصلح العلاقات التركية مع روسيا. بالنسبة لأنقرة، لم يتغير تشخيص المشكلة وحلها، لكن يبدو أن تبدل الأولويات فرض اختيار طرق أكثر تعقيدًا. وتقف قضية الرقة في نقطة تقاطع تلك الطرق المعقدة.

عن الكاتب

نهال بينغيسو كراجا

كاتبة في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس