محمود القاعود - خاص ترك برس
باتت معالم الدولة الكردية في شمال سوريا واضحة.. الميليشيات الكردية مدعومة من روسيا وأمريكا وإسرائيل ونظام المجرم الجربوع بشار الأسد، أضحت تُسيطر علي غالبية شمال سوريا.. عين العرب – عفرين - راس العين – القامشلي – الحسكة.. وفي الريق جرابلس والرقة.. ومن ثم إعلان الدولة الكردية.. التي تمهد لقيام دولة كردستان الكبرى، التي تمتد في سوريا والعراق وتركيا.
رغم الاختلافات الزمانية والمكانية، إلا أن نشوء دولة الأكراد بشمال سوريا يتطابق مع نشوء دولة جنوب السودان، بدعم الغرب الصليبي.. وبتمويل الميليشيات المسلحة.. في سوريا بي كي كي وما تُسمي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي.. وفي جنوب السودان جيش الرب الذي تزعمه الإرهابي الصليبي الهالك جون قرنق.
دولة الأكراد تسعى لحصار تركيا وتقسيمها.. ودولة جنوب السودان تسعى لخنق مصر وتشكيل لوبي صليبي معادي يتعاون مع إثيوبيا يعمل تحت إشراف إسرائيل..
يؤسفني القول أن تركيا تبدو بطيئة للغاية في مواكبة تطورات المخطط الأمريكي، وأن أمريكا اتخذت قرارا استراتيجيا بتأسيس دولة الأكراد والاعتراف بها ودعمها وتسليحها.. ولا زالت تركيا حتى الآن تُراهن علي الصداقة مع أمريكا، وكونها أحد الحلفاء!
كما لا أدعي بعد النظر عندما أقول أن اللقاء المرتقب في 16 أيار/ مايو 2017م بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لن يؤثر في الدولة الأمريكية العميقة التي تجعل دعم الأكراد والتنظيم الموازي على قائمة أولوياتها لتدمير تركيا. وأن أمريكا لن تتوقف عن دعم بشار الأسد إلا بانتهاء مهمته التي تتمثل في تأسيس دولة للأكراد ودولة للنصيرية.. ودولة علمانية موالية لإسرائيل.
أُكرر أن الأمر جد خطير ويتعلق بمستقبل الأمة.. لأن ما يُصيب تُركيا يؤثر في الأمة بأسرها.. ولا حل أمام تركيا إلا باستهداف بشار الأسد.. لا زالت هناك فرصة لقلب الطاولة على الغرب الصليبي.. إخفاء بشار الأسد سيربك العالم الصليبي بأسره من روسيا وحتى أمريكا..
وعليه أتوجه بالنداء مباشرة للرئيس رجب طيب أردوغان: لا خيار أمامك إلا الإطاحة ببشار الأسد بأي طريقة.. وأخشى أن يأتي اليوم الذي يضيع فيه هذا الخيار.. فنجد أنفسنا أمام واقع لا نتمناه ولا نتخيّله.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس