أحمد فارول -صحيفة يني عقد- ترجمة وتحرير ترك برس
دعم الولايات المتحدة الأمريكية حزبَ الاتحاد الديمقراطي، الامتداد السياسي لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي في سوريا، بالسلاح والعتاد، ليس أمرا جديدا. إذ يعلم الجميع أنّ الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن بعيد، وبطرق مختلفة تقدّم السلاح لهذا التنظيم، تارة سرا وأخرى جهرا. ولا يخفى على أحد أن قسما مهما من هذه الأسلحة تصل إلى "تنظيم بي كي كي" واستخدمت في بعض المرات في العمليات ضد تركيا. ولكن المختلف هذه المرّة أنّ الرئيس الأمريكي ترمب بنفسه قرر وبشكل مباشر دعم الحزب بالأسلحة الثقيلة.
على الرغم من اعتراضات تركيا، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تعدل عن إصرارها في قرار تسليحها للحزب. والذريعة التي تستخدمها أمريكا وتبرر من خلالها دعمها الحزب بالأسلحة الثقيلة، هي أنّ التنظيم يقود مواجهة كبيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي. ولكن لا يخفى على أحد أن داعش هي مجرد حجة لدى أمريكا، وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية من خلال استخدام حزب الاتحاد الديمقراطيي تسيير حساباتها الخاصة من خلال تأدية دور اللاعب من خلف الستار.
الغاية الرئيسة من تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي، هي إيصال الأسلحة لتنظيم بي كي كي الإرهابي، فالحزب بمثابة الامتداد للتنظيم في سوريا. ولذلك لا يوجد فرق بين تقديم دعم الأسلحة بشكل مباشر للحزب، وتقديمه للتنظيم، فهما وجهان لعملة واحدة في نهاية المطاف. ومن هنا قرار ترمب في تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي، وكأنه قرار اتخذ لتسليح تنظيم بي كي كي.
وأيّا كانت الذريعة، فإن الغاية الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية واضحة. إذ يُهدف بوساطة هذه الأسلحة التي تقدّم تحت ذريعة محاربة داعش، استخدامها في العمليات التي تنظّم ضد تركيا. ذلك لأنّه لم يتم رسم حد لاستخدام الأسلحة.
وبناء على ما سبق، تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي يُعدّ بمثابة إعلان حرب على تركيا. ومن يقود هذه الحرب، هي أمريكا التي تدّعي أنّها حليفة لتركيا.
إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الإرهاب والإرهابيين، وهذا الدعم يبيّن لنا عدم جديتها فيما يخص مواجهة الإرهاب. ولجوء أمريكا في سبيل تحقيق غايتها القذرة، إلى التعامل مع الإرهاب، والوقوف إلى جانبه في صفّ واحد، والتحرك معه، هي أمور تستدعي التفكير مليّا.
وسير الأمور على الأرض خير دليل على عدم صدق التصريحات الرسمية التي يُدلى بها من خلال المسؤوليين في الولايات المتحدة الأمريكية.
والأسلحة التي تقدّم لحزب الاتحاد الديمقراطي، في المناطق التي يسيطر عليها الحزب، تُستخدم في الوقت نفسه ضد المعارضة السورية. والجميع يعرف أنّه لا علاقة للمعارضة بداعش، وبعلم الجميع أنّها قوى معارضة تحارب ضد الديكتاتور الحاكم، إلا أنّ أمريكا تعطيهم السلاح على نحو خاص لكي يحاربوا المعارضة السورية.
والسبب في دعمهم بالسلاح ليتم استخدامه ضد المعارضة، هو تقوية شوكتهم في الشمال السوري. وبهذا تكون الشروط الكفيلة ببناء دولة أو مستعمرة للتنظيم في تلك المنطقة جاهزة. ومن هنا ليس من الصعب تخمين أنّ الدولة التي يُهدف إلى بنائها، هي في حقيقتها دولة لتنظيم بي كي كي. وعندئذ المواجهة التي يقودها بي كي كي ضد تركيا، لن يكون مواجهة تنظيم ضد تركيا، وإنما ستحمل طابعا آخر، إذ يُهدف إلى جعله دولة تواجه تركيا، وهذا هو الهدف الآخر من تسليحهم. وهذا هو السبب الكامن خلف الدعم الأمريكي والأوروبي للحزب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس