حقي أوجال – صحيقة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
أصبح الآن معروفًا من المنتصر في الحرب التي دارت تحت إشراف الولايات المتحدة في سوريا بين تنظيم إرهابي وآخر. وعلى صعيد مكافحة داعش في العراق أعلنت الحكومة الشيعية أن الجيش العراقي السني والقوات الكردية (ومن ضمنها عناصر حزب العمال الكردستاني رغم نفي ذلك) انتصرا في معركة الموصل.
لم تتناول قمة ترامب- بوتين في هامبورغ التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية ولا مستقبل شبه الجزيرة الكورية، واقتصرت فقط على رسم خريطة سوريا ما بعد داعش، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام.
وافقت الولايات المتحدة جزئيًّا على خطة مناطق خفض النزاع المطروحة في مباحثات أستانة، التي لم تشارك بها. وقبلت واشنطن بوقف إطلاق للنار في جنوب غربي سوريا المنطقة الوحيدة التي تهم الولايات المتحدة من المناطق المقسمة في سوريا بعد انتهاء الحرب فيها. لأن هذه المنطقة متعلقة بأمن إسرائيل مباشرة. فالقوات المدعومة إيرانيًّا والمؤيدة للأسد وإرهابيو حزب الله تمركزوا في هذا المنطقة. ومن المعروف أن الولايات المتحدة تنشئ ستة مطارات عسكرية دفعة واحدة فيها.
وباختصار، لا أحد لديه خطة عما ستؤول إليه الأحوال بعد داعش في الرقة بسوريا والموصل بالعراق. خروج أذرع حزب العمال الكردستاني، أي قوات حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، اللتين دفعتهما واشنطن تحت مسمى "أكراد سوريا"، لا يعدو عن كونه كذبة كذبتها الولايات المتحدة عن قصد أو بحسن نية.
وكما قال كايل أورتون، الباحث في مؤسسة هنري جاكسون، في مقالة نشرتها نيويورك تايمز، لن يكون ممكنًا استعادة لا الأسلحة ولا الرقة من يد حزب الاتحاد الديمقراطي. وكما فعل حزب العمال الكردستاني في المنطقة التي أسماها روجاوه، سيفرض في الرقة أيضًا نظامًا مبنيًّا على الترهيب، وسيدعي أنه فعل ذلك باسم "جميع الشعوب في سوريا". وفي هذه الأثناء سيواصل المحافظون الجدد ملء فراغ السلطة في الخارجية الأمريكية وطرح نظرية الدولة الكردية الجديدة.
وماذا عن مسلحي داعش بعد انتقال السيطرة على الرقة إلى حزب العمال الكردستاني، والموصل إلى الحكومة العراقية الشيعية؟ الإجابة معروفة: سيعودون من حيث جاؤوا، إلى الأوساط السنية في العراق وسوريا. لو لم يكن هناك مشاركة طوعية من السكان المحليين هل كان بإمكان داعش إدامة المعيشة اليومية كما كانت، دون أي انهيار في هيكل الدولة في العراق وسوريا؟
اضطرت الغالبية السنية في العراق للانتظام في تنظيمات تحت الأرض بعد تهميشها من الاحتلال الأمريكي إثر الإطاحة بصدام حسين، ومن ثم دفعها خارج العملية السياسية. ومن هنا خرج تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي حاولت الولايات المتحدة والتحالف الدولي استخدامه في مواجهة المد الشيعي. وعندها أصبح باراك أوباما والد التنظيم وهيلاري كلينتون أمه، بحسب تعبير ترامب.
بعد عمليتي الموصل والرقة سيعود مسلحو التنظيم الأجانب إلى بلدانهم في أفريقيا وآسيا، والمحليون إلى عشائرهم، لينتظروا مثلنا خطة جديدة لتقاسم الحصص بين الولايات المتحدة وروسيا، أي طوفان ما بعد داعش...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس