محمد عبد العظيم - خاص ترك برس
تربينا منذ الصغر على أن الأقصى جزء غال من جسد هذه الأمة ومكون أساسي لا ينفصل عن عقيدتها وكانت غاية أمنياتنا أن نصلي في رحابه أو نرابط ونستشهد على أعتابه فكان دعاؤنا المفضل الذي لم يفارقنا في أي صلاة
"اللهم حرر الأقصى الأسير وارزقنا صلاة في رحابه أو شهادة على أعتابه"
ومع أن المحن التي تمر بها أمتنا اليوم، أنستنا أو قل شغلتنا عن الأقصى إلا أن مشاهد البطولة التي سطرها أبطال فلسطين وفي القلب منهم أبناء القدس في الدفاع عن الأقصى، قد ألهبت نفوس المخلصين من أبناء هذه الأمة وأشعلت في قلوبهم الحمية نحو الأقصى من جديد، ولم لا ونحن نرى الشباب يقدمون أرواحهم ويروون بدمائهم الزكية مقدسات أمتهم، نرى شيخًا مسنًا تجاوز السبعين يقف في وجه الجندي المدجج بالسلاح ويصيح فيه "طخني أنا عايز استشهد"، نرى النساء يواجهن بشجاعة آلة البطش الصهيونية وكأننا نرى خولة والخنساء وسمية، هذه الهمم هي التي تُحيي في الأمة روح الجهاد وتشعل بداخلها نار العزيمة والإصرار، وعلى الرغم من أن القلب يتقطع ألمًا وكمدًا على ما يحدث للأقصى إلا أنني أغبط أولئك الأبطال المرابطين على أعتاب الأقصى وفي ساحاته فقد حازوا شرفًا لطالما حلمنا به ولم نحُزه.
وأبعث بهذه الرسالة لهؤلاء الأبطال الذين يذودون عن شرف الأمة وعرضها وأقول:
يقول تعالى في كتابه العزيز: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
إذا كان الله قد بارك حول الأقصى فما بالكم بالأقصى نفسه وما بالكم بمن يذودون عن حياضه ويدافعون عنه ويقدمون دماءهم رخيصة من أجله، فأبشروا، واعلموا أنه ما حك ظهرك غير ظفرك فلن يحمي الأقصى غيركم لأن الله اصطفاكم لتحوزوا هذا الشرف وأيما شرف.
ويحضرني هنا هذا الموقف: "في عام 1929 أعلن اليهود نيتهم حرق مسجد الاستقلال أحد أكبر مساجد حيفا، فذهب بعض وجهاء فلسطين للشيخ القسام وكان حينها مدير جمعية الشبان المسلمين بحيفا وعرضوا عليه أن يطلبوا من الإنجليز المساعدة لردع اليهود.
فغضب القسام رحمه الله وقال: "جوامعنا يحميها المؤمنون منا، إن دمنا هو الذي يحمي المسلمين ويحمي مساجد المسلمين، وليست دماء الآخرين".
فكونوا على درب هؤلاء القادة العظام الذين رفضوا أن يهان الأقصى وهم على قيد الحياة بل ربطوا حياتهم وسعادتهم بتحريره، فها هو نور الدين محمود رحمه الله يقول كيف أسعد والأقصى أسير وسار على نهجه تلميذه صلاح الدين الذي حرره وإعاده للإسلام من جديد والنماذج كثيرة، ويكفيكم ما عندكم من أبطال أمثال يحيى عياش الرجل الذي أذاق اليهود الويلات والذي قال والله لو ان تراب الأرض تحالف مع اليهود لاختبأت في السماء وحاربتهم، وكذلك أبوهنود والشقاقي والقسام وأمين الحسيني والياسين والرنتيسي وغيرهم من أسلافكم وأجدادكم العظام الذين مرغوا أنوف بني صهيون في التراب، فكونوا مثلهم ولا يضرنكم من خذلكم فالله معكم وهو ناصركم ويكفيكم عزًا وشرفًا أنكم تدافعون عن قبلة المسلمين الأولى وحرمهم الثالث وثاني المساجد على الأرض، وضعوا نُصب أعينكم دائما حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" أخرجه الطبراني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس