جول جيهركي - واشنطن إكزامينر - ترجمة وتحرير ترك برس
وفق أحد المشرعين الجمهوريين، فإن فريق ترامب مجبر على التفاوض من أجل توقيع اتفاق تجارة حرة مع تركيا. وفي هذا الإطار، أدرج النائب عن ولاية فرجينيا، أليكس موني، مشروع قانون يحث ممثلي المحادثات التابعين للولايات المتحدة على الانطلاق في العمل من أجل توقيع اتفاق تجارة مع تركيا، في سابقة هي الأولى من نوعها في الكونغرس.
في الواقع، قد يجد هذا المقترح حاضنة له في الحزب الجمهوري ويعزز مجهودات الرئيس لتقوية العلاقات مع تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، إلا أن الاتفاق يلقى ضغوط متبادلة من قبل المعارضين خاصة عندما يتعلق الأمر بمثل هذا النوع من المواثيق.
وحيال هذا الشأن، قال موني لمجلة واشنطن إكزامينر، "هناك شيء ما لا يمكن أن نوافق عليه بشأن ما قامت به تركيا في سياستها الداخلية. من جانب آخر، لقد كانت حليفا رائعا لنا في خدمة مصالح الولايات المتحدة في الصراع السوري، ولما لا إحلال السلام في تلك المنطقة بأسرها إن تركيا تريد أن تكون حليفا لنا، وهم في الحقيقة حلفاؤنا الطبيعيون".
في الحقيقة، سيمثل اتفاق التجارة الحرة للولايات المتحدة الأمريكية خدمة كبيرة لتركيا. فقد عانى اقتصادها منذ أعلنت الحكومة "حالة الطوارئ" بعد الانقلاب الفاشل في تموز/ يوليو من سنة 2016 . ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، فإن التجارة بين البلدين "بقيت في مستوى متواضع مقارنة بمنافسيها".
وبالتالي، إذا وقّع فريق ترامب اتفاقا مشتركا مع الاتحاد الأوروبي، فإن تركيا الدولة العضو في السوق الأوروبية المشتركة، ستواجه عراقيل جديدة. من بينها أنه يمكن للسلع الأمريكية أن تسافر عبر أوروبا لتصل إلى تركيا، بينما ستواجه السلع التركية صعوبات في التصدير نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
وحيال هذا الشأن، يأمل موني أن يوفر هذا الاتفاق فوائد مباشرة لولايته، الموجودة في قلب دولة ترامب، حيث قال: "لا تمتلك تركيا الكثير من الفحم في بيئتها الطبيعية، لذا فهي بحاجة له".
بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استفاد في خطابه السياسي من النمو الاقتصادي، فإن التجارة تمثل أولوية قصوى من أجل التعامل مع الولايات المتحدة. فقد قال الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي مع ترامب، "نحن موافقون على تمديد علاقاتنا في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار المتبادل والطاقة والصناعات الدفاعية".
بالطبع كان هذا في الرحلة نفسها التي رأى فيها بعض رجال أمنه يهاجمون المتظاهرين المعارضين لنظامه أمام السفارة التركية في العاصمة واشنطن. وقد أدانت وزارة الخارجية ذلك الهجوم، ولكن حكومة أردوغان ردت باستدعاء سفير الولايات المتحدة الأمريكية في تركيا لتوبيخه. وإذا جمعنا ما حصل في التاريخ الحديث مع النمو المتزايد للسياسة السلطوية الداخلية لأردوغان، فقد يجعل هذا العديد من زملائه غير مستعدين لمد يد المساعدة الاقتصادية للرجل القوي.
فقد قال النائب من كاليفورنيا دانا روهراباشر، الذي يترأس اللجنة الفرعية لشؤون الخارجية في أوروبا، خلال جلسة استماع عقدت مؤخرا، "لدينا رسالة إلى أردوغان: لا نريد أن يقوم أشخاص مثلك بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى. لا يجب أن يستدعى أردوغان مرة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية".
من جانبه، يرى موني أن عقد التجارة قد "يكون قوة إيجابية نحو التغيير" في تركيا. في كل الحالات، إن فريق ترامب من دون شك يحاول إصلاح العلاقات التركية الأمريكية المتوترة بسبب الخلاف حول التعامل مع تنظيم الدولة والانقلاب الفاشل. وبحسب مساعد سيناتور رفيع المستوى في الحزب الجمهوري "لا يوجد مخطط حتى الآن في الإدارة الأمريكية لمجابهة ذلك الصدع"، ولكن موني يأمل أن تتغير الأمور نحو الأفضل.
وفي هذا الصدد، قال عضو الكونغرس "أعتقد أننا في الكونغرس يجب أن نكون أكثر دعما الآن لاتفاق التجارة الحرة مقارنة بالماضي. فمع مرور الوقت، كانت العديد من مسؤوليات الكونغرس تفوض لغيره أو مرت ببساطة للفرع التنفيذي، وهنا تكمن المشكلة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس