ترك برس
أكّد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بأن لتركيا دور كبير لتؤديه في حل الأزمة السورية، وذلك في مؤتمر صحفي له يوم الثلاثاء.
وفي حديثه عن الوضع في سوريا وعمليات السلام المستمرة، قال تيلرسون إن هناك صراعين في سوريا: الحرب ضد داعش والحرب الأهلية "التي أوجدت الظروف لظهور داعش"، ولذلك كانت تأمل الولايات المتحدة أن لا تندلع حرب أهلية.
وشدد تيلرسون مجددًا على الدعم الأمريكي لعلمية جنيف، وتعهد بالعمل مع "الجيران في المنطقة والأطراف صاحبة المصلحة في سوريا"، مثمنًا جهود السفير الأمريكي لدى أنقرة جون باس في المنطقة.
كما أشار إلى أن "لتركيا دور كبير تؤديه في هذا الصدد. كما تعلمون إن علاقتنا مع تركيا تشهد قليلًا من التوتر كذلك، وقد كان السفير باس مفيدًا جدًا على نحو ملحوظ في قيادة جهودنا في أنقرة".
كما ثمّن الوزير الأمريكي دور المبعوث الأمريكي الخاص إلى الحرب ضد داعش بريت ماكغورك، الذي تعرض مؤخرًا لسيل من الانتقادات في تركيا لعمله "الميداني"، على حد قول تيلرسون.
وفي حديث له في ندوة بشأن حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الإرهاب في معهد الشرق الأوسط بواشنطن يوم الجمعة، زعم ماكغورك أن إدلب تحولت إلى "منطقة آمنة بالنسبة لإرهابيي القاعدة على الحدود التركية".
وعزا ماكغورك زيادة قوة مجموعة إرهابية مرتبطة بالقاعدة بحصولها على أسلحة وتدفق المقاتلين الأجانب إليها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة أرادت العمل مع تركيا لإغلاق الحدود الشمالية الشرقية في وجه المُقاتلين المُجنّدين.
بالمقابل، انتقدت أنقرة تصريحات ماكغورك "الاستفزازية" التي ربطت بين تركيا ووجود مجموعات إرهابية في المنطقة.
وتعرضت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة مؤخرًا إلى التوتر بسبب دعم واشنطن المستمر لميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.
وتعُدّ تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب فروعًا سورية لحزب العمال الكردستاني بي كي كي الإرهابي، الذي تصنفه كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
ومع ذلك، ترى الولايات المتحدة أن مقاتلي وحدات حماية الشعب قوة فاعلة في القتال ضد داعش في سوريا، في حين أن تركيا، العضو في حلف الناتو، تعتقد أنه بالنظر إلى الروابط الفكرية والتنظيمية بين المجموعتين، فإن الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب يجري تحويله مباشرة إلى تنظيم بي كي كي لاستخدامه في النهاية ضد الدولة التركية والشعب التركي.
وقد تسبب هذا الوضع بتوتر بين أنقرة وواشنطن، مع قول واشنطن إن دعمها لوحدات حماية الشعب هو الخيار الوحيد لهزيمة تنظيم الدولة، وتأكيد أنقرة أن البديل يمكن العثور عليه من خلال تحالف مع القبائل العربية المحلية المدعومة من قبل دول من المنطقة، بدلًا من دعم وتسليم "منظمة إرهابية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!