ناغيهان آلجي – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
في الآونة الأخيرة، أرى في وسائل الإعلام القريبة من الحكومة أخبارًا ومقالات تضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كفة واحدة مع زعيم فنزويلا الماركسي نيكولاس مادورو، وأعتقد أن في هذا إجحاف كبير بحق أردوغان.
عندما وصل أردوغان سدة الحكم كانت قوته الوحيدة أغلبية الشعب. كانت آليات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، كلها ضده.
حزب العدالة والتنمية ليس حزب دولة، وإنما حركة مرتبطة بالشعب. مصدر القوة الرئيسي لأردوغان حتى اليوم هو محبة غالبية الشعب. أما المجموعات السياسية في القوات المسلحة فجميعها مناوئة له.
أما حركة تشافيز- مادورو فقد استلمت مقاليد الحكم بدعم كبير من الضباط البوليفاريين ذوي الأغلبية في الجيش الفنزويلي. وهي حركة ما زالت في السلطة بقوة الجيش، ومتورطة بانتخابات مزورة.
تشافيز، الذي يعتبره مادورو معبودًا له، ديكتاتور عسكري حاول تنفيذ انقلاب بنفسه في الماضي. أما أردوغان فوصل إلى الحكم عبر انتخابات نزيهة، وواصل طريقه دائمًا عبر انتخابات نزيهة.
أما آلية الانتخابات في فنزويلا، فهي على غرار نظيرتها في سوريا. والديكتاتوران الأسد والسيسي يقولان عن نفسيهما، كما يفعل مادورو تمامًا، أنهما "زعيم منتخب".
مادورو وتشافيز ديكتاتوران لينينيان ماركسيان لا يؤمنان بالديمقراطية. إذا كنا سنشعر بالتعاطف مع مادورو فقط لأن الولايات المتحدة لا تريده، يتوجب علينا عندئذ أن نتعاطف أيضًا مع الأسد وميلوسيفيتش. بيد أن تركيا اتخذت موقفًا محقًّا ومبدئيًّا يدعم الإطاحة بالأسد وميلوسيفيتش.
سجل الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية
انتقدت الموقف غير المتزن للإعلام القريب من الحكومة بشأن الديكتاتور الماركسي مادورو، لكن بالطبع فإن سجل الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية كارثي.
تمكنت بعض البلدان من إقامة نظام ديمقراطي سليم عبر النموذج الرئاسي، لكن مع وصول رؤساء يساريين مناهضين للولايات المتحدة إلى الحكم عبر انتخابات نزيهة لجأت العواصم الغربية وعلى رأسها واشنطن إلى ممارسة ضغوط سلبية على هذه الأنظمة.
عملت الولايات المتحدة على تنفيذ انقلابات في هذه البلدان عن طريق الجيش والشرطة والقضاء المدعوم أمريكيًّا، وللاسف فإن الانقلاب القضائي غير المشروع نجح في البرازيل.
مقارنة النموذج البرازيلي بتركيا أمر معقول، لكن فنزويلا شيء آخر. ومقارنة مادورو بأردوغان فيها إساءة كبيرة للأخير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس