ترك برس
رصد تقرير لموقع المونيتور الأمريكي ازدهارا كبيرا في التعاون الدفاعي والأمني بين بريطانيا وتركيا في الآونة الأخيرة، بسبب تدهور العلاقات بين تركيا وألمانيا من ناحية والدور الناجح الذي تلعبه الدبلوماسية البريطانية في ملء الفراغ الذي خلفه ابتعاد تركيا عن الاتحاد.
وينقل التقرير عن دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى تعليقه على علامات التقارب العلنية بين بريطانيا وتركيا، بقوله "إن التاريخ يعيد نفسه، فمثلما حدث في عام 1580، عندما دخلت إنجلترا والدولة العثمانية في تعاون اقتصادي وأمني ضد الكتلة الكاثوليكية في القارة الأوروبية، فإن الديناميات نفسها تحفز التعاون بين تركيا وبريطانيا ".
ويقول التقرير الذي أعده محلل الشؤون الأمنية، متين غورجان، إن زيارة رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، لتركيا في الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل ستشهد توقيع صفقة بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني (135 مليون دولار) بين شركة بي آي إي سيستمز البريطانية المتخصصة في الصناعات الجوية والدفاعية وشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش) للتعاون في تطوير محرك ورادار وبرمجيات الجيل الخامس لطائرة الشبح التركية TFX.
ورصدت تركيا ميزانية قدرها 7 بلايين دولار لتطوير الطائرة في مصنع تاي-توساش بالقرب من أنقرة التي كانت تعمل سابقا في طائرات إف 16. وسيتم الانتهاء من خطط عمل الطائرة بحلول عام 2019. وسيطرح النموذج الأول لها في عام 2023 وتدخل العمل في القوات الجوية التركية بعد عام 2030. وعلى المدى الطويل تخطط تركيا لإنتاج 250 طائرة ثم تسويقها إلى بلدان ثالثة، لا سيما في أوروبا.
وقال محلل الشؤون الدفاعية، أردا مولود أوغلو، إن التعاون فى مجال الدفاع والأمن بين تركيا وبريطانيا قد تقدم تقدما كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية، دون الإعلان عنه في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن العنصر الأهم في مشروع الطائرة TFX هو المحرك. وقد دخلت شركة رولز رويس البريطانية في شراكة مع شركة كالي التركية لإنتاج المحركات.
من جانبه قال المحلل الأمني التركي، هاكان كيليتش لـ "المونيتور" إن تركيا كانت تفكر أولا في تطوير نموذج الطائرة السويدية المقاتلة "جيه إس 39 غريبن 5" من الجيل الخامس من إنتاج شركة "ساب" السويدية، ولكنها تحولت إلى بريطانيا بدلا من ذلك.
وأضاف كيليتش أنه "عندما أدركت تركيا أنها لم تستطع التعامل مع إنتاج الجيل الخامس بنفسها، بدأت تبحث عن شركاء، وهنا برزت بريطانيا كأكثر المرشحين قبولا، وأعتقد أن بريطانيا تشعر بأنه إذا نجح إنتاج الطائرة التركية، فإنه يمكن الترويج لها بوصفها مماثلة للمقاتلة الأوروبية يوروفايتر تايفون 2000."
ويلفت التقرير إلى أن التعاون الدفاعي والأمني بين تركيا وبريطانيا ازدهر بسبب تدهور العلاقات بين ألمانيا وتركيا في هذه المجالات. وقد اجتمع ممثلون عن شركات الدفاع والصناعات الجوية البريطانية والتركية في حفل استقبال عقده وزير الاتحاد الأوروبي التركي، عمر تشيليك فى 11 أيلول/ سبتمبر في لندن، أثنى خلاله الوزير على التعاون مع بريطانيا.
ومما ساهم في تعزيز التعاون بين البلدين، وفقا للتقرير، موقف بريطانيا الداعم لتركيا في مواجهة محاولة الانقلاب وتضامنها معها، في وقت ما تزال دول أوروبية أخرى متحفظة. ويعزى معظم نجاح هذه الدبلوماسية العامة إلى الجهود الشخصية للسفير البريطاني في أنقرة، ريتشارد مور، الذي يحظى بشعبية في تركيا باستخدامه النشط لوسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية وتغريداته باللغة التركية. كما أن موظفي السفارة البريطانية هم الوحيدون الذين يظهرون في وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة، بينما يمتنع المبعوثون الدبلوماسيون في بلدان أوروبية أخرى عن هذه التصريحات العلنية.
وعلاوة على ذلك ترغب لندن فى المساعدة فى تطوير جامعة الدفاع الوطني التركية التي أسست حديثا مثل المساعدة فى تصميم المناهج وبدء التبادلات الطلابية الجامعية والدراسات العليا بين البلدين. وعلى مدى العام الماضي، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد الجنرالات الأتراك الذين يزورون المملكة المتحدة، في حين أن الجنرالات البريطانيين كثيرا ما زاروا أنقرة بحثا عن حلول لنظام التعليم العسكري التركي.
وكان معرض التجارة الدولية معدات الدفاع والأمن 2017، الذي عقد في لندن في الفترة بين 12-15 سبتمبر، معلما آخر للتعاون الأمني بين البلدين. وشارك في المعرض أكثر من 30 شركة تركية، وهي أعلى مشاركة على الإطلاق من قبل الشركات التركية في معرض للصناعات الدفاعية في الخارج. كما تتردد أحاديث في أنقرة عن تعاون بريطاني تركي في إنتاج محرك الدبابة التركية ألتاي. ووفقا للتقارير الواردة من أروقة أنقرة، قدمت شركة كاتربيلر أوروبا التي تصنع محرك دبابة تشالنجر 2 ، وبتشجيع من بريطانيا،عرضا للشركات التركية حول التعاون المحتمل في إنتاج ألتاي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!