ترك برس
قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن استفتاء إقليم شمال العراق، لقى فقط دعما من جانب إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مشددًا على أنه "ينبغي على الأكراد أن يقلقوا من هكذا دعم مشبوه لأبعد الحدود عندما يتم وضع توازنات المنطقة في عين الاعتبار، لا أن يفرحوا به".
وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية بنسختها الإنجليزية، أشار قالن إلى أن القيادات الكردية في أربيل تخاطر بالحقوق السياسية والاقتصادية لشعبهم عبر السعي إلى تقسيم العراق والابتعاد عن تركيا الحليف الأقرب لهم.
ونوّه قالن بأن "تركيا وقفت إلى جانب أكراد العراق سياسيًا واقتصاديًا حتى في أصعب الظروف". وأضاف أن قرار تنظيم استفتاء للانفصال عن العراق أدى إلى أزمة إقليمية وعالمية قبيل إجرائه، محذرا من وقوع اضطرابات كبيرة خلال الأيام المقبلة.
وأشار قالن، بحسب وكالة الأناضول الرسمية، إلى أن "أكراد العراق خاطروا، من خلال اتخاذهم هذه الخطوة، بالمكاسب التي حققوها على مدى أعوام"، مشدّدا على أن الاستفتاء سيترتب عليه عواقب وخيمة، وستظهر على مستويات مختلفة.
وأكد أن الاستفتاء أجري، رغم معارضة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اعتبرت إجراءه "استفزازي ومزعزع للاستقرار"، كما قوبل أيضا بالرفض من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الأوروبية ودول الخليج.
ولفت قالن إلى أن الاستفتاء لقى فقط دعما من جانب إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. مشددًا على أنه "ينبغي على الأكراد أن يقلقوا من هكذا دعم مشبوه لأبعد الحدود عندما يتم وضع توازنات المنطقة في عين الاعتبار، لا أن يفرحوا به".
وأضاف أن "الأكراد في العراق تعرضوا للظلم من قبل الأنظمة القمعية، مثلهم مثل السنة والشيعة، وبلاده ليس لديها أدنى شك بأن يعيش الأكراد والتركمان والعرب وبقية طوائف الشعب العراقي في أمن وسلام وازدهار".
واعتبر أن إدارة إقليم شمال العراق حققت مكاسب كبيرة، خلال الـ10 أعوام الأخيرة، رغم الفوضى التي عاشتها البلاد في تلك الفترة. مبيّنًا أن الإقليم يتمتع اليوم ببرلمان وعلم وقوات أمنية ومراقبة للحدود والجمارك وكذلك وحدة نقدية خاصة به.
وأوضح قالن أن "هذه المزايا لا تتمتع بها أية مجموعة أخرى، إلا أن الاستفتاء يهدد هذه المكاسب". وأشار إلى أن فكرة أن تكون لأية مجموعة إثنية دولة خاصة بها خطيرة وقابلة للنقاش إلى حد كبير، وهذا يعني بأنه "يمكن تشكيل عشرات الدول الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا وآسيا".
وشدد على أن "تقسيم العراق يشكل نموذجًا خطيرًا في منطقتنا التي تعاني من مخاطر أمنية كبيرة، والاستفتاء الذي يعد غير شرعي وفق الدستور العراقي، لن يلق اعترافًا من قبل أية دولة أو مؤسسة دولية".
وأكد قالن أن الاستفتاء غير شرعي، وأن ضم محافظة كركوك، التي لا تتبع لإدارة الإقليم، إلى الاستفتاء زاد من تعقيد الوضع بالنسبة للتركمان والعرب الذين يعيشون فيها.
وفي خطوة تُعارضها قوى إقليمية ودولية، أجرت إدارة إقليم شمال العراق الإثنين الماضي استفتاءً على الانفصال عن بغداد.
وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء ونتائجه، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد المعتمد عام 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!