أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما تنشغل تركيا بقرار تعليق إجراءات التأشيرة المتبادل مع الولايات المتحدة، تحافظ التطورات في أربيل وإدلب على سخونتها.
أبدأ بالشق الأول من العنوان. كما هو معلوم أثار استفتاء الانفصال غير المشروع الذي نظمته حكومة الإقليم الكردي في العراق، غضبًا شديدًا في أنقرة، التي اعتبرته "خيانة للسلام الإقليمي، ونكران لعلاقات الصداقة مع تركيا".
ومنذ أسبوعين، يحاول بارزاني وأركان حكومته التواصل مع تركيا، إلا أنهم يعودون بخفي حنين في كل مرة.
لكن في أي الشروط يمكن أن تعود أنقرة لمحاورة بارزاني؟
بحسب التصريحات الرسمية، الأمر مرتبط بشرط مسبق وهو إلغاء الاستفتاء.
لكن لا يخلو الأمر من "حلول ثانوية" أيضًا..
على سبيل المثال، يمكن لحكومة بارزاني أن تعلق نتائج الاستفتاء فعليًّا، ولا تقدم على خطوات من أجل تطبيقها، ثم تبدأ مفاوضات مع الحكومة المركزية في بغداد، ضمن إطار الدستور العراقي، وفي هذه الحالة يمكن لموقف أنقرة أن يتغير.
وبعبارة أخرى، قد تتخذ أنقرة خطوة نحو الحوار في حال إقدام أربيل على حملة بشأن تحقيق مطالبها ليس عبر الاستفتاء، وإنما في إطار وحدة التراب العراقي، والمحافظة على الوضع الخاص لمحافظة كركوك.
أما بالنسبة لإدلب، فمن المؤكد أن العملية المتواصلة فيها تهدف إلى تعزيز التوازن الاستراتيجي الذي تحقق عبر عملية درع الفرات، وقطع الطريق أمام الحزام الإرهابي المراد مده حتى البحر المتوسط.
التحركات التي قام بها جهاز الاستخبارات التركي تتمتع بنفس القدر من أهمية العملية العسكرية في إدلب.
وبعبارة أدق، تفكيك بعض العناصر في المنطقة دون الحاجة للقوة العسكرية، والحصول على تعهد فصائل قوامها 5-6 آلاف شخص بالتحرك وفق ما تطلبه تركيا، كانا أمرين في غاية الخطورة.
الاحتمال الأكبر أن يسيطر الجيش الحر على محيط مدينة إدلب، فيما تعمل القوات التركية على توطيد الأمن في مركز المدينة. وبطبيعة الحال فإن واقع الأمر على الساحة قد لا يتطابق مع ما تم التخطيط له على الورق. لكن التقدم العسكري المعزز بالعمل الاستخباراتي يتمتع بأهمية قصوى.
ومما لا شك فيه أن عملية إدلب وحدها ليست تدبيرًا كافيًا من أجل حماية الأمن القومي التركي. فلا بد من تطهير عفرين، أو على الأقل محاصرتها من جميع النواحي وعزلها عن الإرهاب. وعندها سوف نرى الوجه الحقيقي للحليف الأمريكي. لننتظر ونرَ!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس