ترك برس
يرى محللون ومراقبون أتراك أن إقدام تركيا على خطوات في سوريا والعراق وعلى رأسها عملية "درع الفرات" لحماية أمنها القومي، كان لها دور في اتخاذ الولايات المتحدة قرارات معينة ضد أنقرة التي أفشلت مخططات ومؤامرات عديدة تستهدف المنطقة برمتّها.
ويعتقد هؤلاء أن اتفاق تركيا مع روسيا وإيران على تشكيل منطقة خفض التوتر بمحافظة إدلب السورية، ونشر قوات مراقبة فيها، أفشل خطة أمريكية للتدخل بالمحافظة من خلال "بي واي دي" بحجة محاربة عناصر تنظيم القاعدة، الأمر الذي انعكس بالسلب على العلاقات الثنائية بين البلدين.
أما الملف الآخر الذي تصدّر الأجندة الدولية، وأثار جدلا في أروقة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، فهو اعتزام تركيا استيراد صواريخ "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، وفق تقرير نشرته وكالة الأناضول الرسمية.
ولقيت الخطوة التركية انتقادات بذريعة عدم مُوائمة صواريخ "إس-400" منظومَات الناتو. ورغم معارضة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لشراء تركيا صواريخ إس 400، أعلنت الأخيرة في وقت سابق دفع عربون الصفقة لروسيا.
إمداد الولايات المتحدة تنظيم "بي واي دي / بي كي كي" الإرهابي في سوريا بالسلاح، لعب أيضًا دورًا في تعكير العلاقات ووصولها إلى هذه المرحلة، لتشهد توترا غير مسبوق منذ التوتر الكبير الذي حصل إبان تنفيذ تركيا "عملية السلام" العسكرية في قبرص لحماية القبارصة الأتراك عام 1974.
ورغم تحذيرات تركيا المتكررة للولايات المتحدة من إمكانية توجيه السلاح الذي ترسله إلى "بي واي دي / بي كي كي" ضدها مستقبلا، فإن واشنطن استمرت في مد التنظيم بالأسلحة الثقيلة، بذريعة مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وباتت العلاقات التركية الأمريكية التي تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر، وارتقت إلى مستوى "التحالف" في القرن الماضي، في مهب الرياح الباردة، مع تعليق إصدار تأشيرات الدخول بشكل متبادل بين تركيا والولايات المتحدة مؤخرا.
والأسبوع الماضي، قررت الولايات المتحدة تعليق إصدار التأشيرات عبر بعثاتها الدبلوماسية في تركيا لأجل غير مسمى، على خلفية توقيف الموظف التركي في قنصليتها بإسطنبول متين طوبوز، الذي أظهرت التحقيقات تواصله مع شخصيات من منظمة "غولن" الإرهابية، بينهم مديرو أمن سابقون، والمدعي السابق الفار زكريا أوز.
وأصدرت محكمة تركية في وقت سابق حبس طوبوز رهن المحاكمة بتهم "محاولة الإطاحة بالنظام الدستوري" و"التجسس" و"محاولة الإطاحة بحكومة الجمهورية التركية".
وعلى خلفية ذلك علقت الولايات المتحدة إصدار التأشيرات عبر بعثاتها في تركيا، الأمر الذي ردت عليه أنقرة بالمثل. ويصف محللون هذا التوتر بـ "البرودة الأكبر منذ عشرات الأعوام بين دولتين في حلف شمال الأطلسي الناتو".
وأعلنت تركيا التي شهدت أكبر خيانة في تاريخها يوم 15 تموز / يوليو 2016، مرارا للعالم، أن فتح الله غولن القابع في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، هو زعيم الخونة الانقلابيين.
ورغم ارسال تركيا أدلة تشمل آلاف الملفات إلى الولايات المتحدة، في ضوء التحقيقات والمحاكمات التي يجريها القضاء التركي المستقل، تثبت تورط غولن في المحاولة الانقلابية، إلا أنها شعرت بخيبة أمل جراء المماطلة الأمريكية في قضية تسليمه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!