ترك برس
علق المحلل السياسي الآذري، رئيس مركز "أطلس" للدراسات السياسية إلهان شاهين أوغلو، على التطورات الأخيرة في إقليم شمال العراق بعد إجراء الاستفتاء ودخول القوات العراقية مدينة كركوك وطرد البيشمركة منها، بأن الأكراد ارتكبوا خطأ كبيرا كرروا فيه خطأ الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وأن الاستيلاء على كركوك مفيد لأنقرة، حيث سيكون للتركمان دور حاسم في إدارة المدينة.
وقال شاهين أوغلو في مقابلة مع موقع " يورو آسيا دايري" إن الأكراد ارتكبوا خطأً كبيرا، فقد كانوا يتمتعون بحكم ذاتي عال وقريب من الاستقلال، كما كانت لهم علاقات جيدة مع جيرانهم تركيا وإيران، وحتى مع الحكومة المركزية في بغداد، لم تكن لديهم مشاكل خطيرة معها، وازدهر الاقتصاد والتجارة في الإقليم.
وأضاف أن الأكراد بعد إجراء الاستفتاء خسروا هذا كله، حيث أغلقت تركيا وإيران الحدود، وتعرض الاقتصاد والتجارة في المنطقة للأزمة، وتوقف مطار العاصمة أربيل تقريبا. والأهم من ذلك، فقد الأكراد مدينة كركوك ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لهم، إذ تمتلك المدينة أربعين في المئة من احتياطي النفط العراقي.
ووفقا للمحلل السياسي الأذري، فقد كان الاستيلاء على كركوك التي يقيم فيها كثير من العرب والتركمان إلى جانب الأكراد في مصلحة إيران وتركيا. وبعد أن استولى الأكراد على هذه المدينة قبل بضع سنوات، لم يشعر التركمان والعرب بالراحة، وأزيلت أعلامهم. أما الآن فقد علق التركمان علمهم فوق القلعة التي تقع في وسط المدينة، وسيكون دور التركمان في إدارة كركوك حاسماً مرة أخرى. وهذا مفيد لتركيا، ولهذا السبب تؤيد أنقرة تأييدا تاما وحدة أراضي العراق.
ورأى شاهين أوغلو أن رئيس إقليم شمال العراق، مسعود البرزاني، أخطأ في اعتقاده أن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تسمحا لدول المنطقة بتعزيز الحصار المفروض على شمال العراق والسيطرة على كركوك. ولم تتدخل واشنطن ولا تل أبيب في الوضع عندما شن الجيش العراقي هجوماً على كركوك. واتخذت الولايات المتحدة موقفا محايد.
ولفت إلى أن واشنطن على الرغم من أنها دعمت الأكراد لسنوات كثيرة، وزودتهم بالسلاح، فإنها دربت وسلحت الجيش العراقي أيضا، بيد أنها أدركت أن دعم استقلال الأكراد في شمال العراق يعني دعم تفكيك العراق، ولن تقدم واشنطن على مثل هذه المخاطرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!