تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
حزب العمال الكردستاني مدرج على لائحة التنظيمات الإرهابية في الولايات المتحدة. حتى أن آخر التصريحات الأمريكية تقول إن أوجلان ليس شخصية جديرة بالاحترام. لكن شقيق الحزب وذراعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب صديق وحليف للولايات المتحدة.
ولهذا فهي تمده بالسلاح والعتاد، بل إنها تعمل على تحويله إلى جيش نظامي. الملفت في الأمر أن عنصر وحدات حماية الشعب القادم من سوريا إلى سنجار يصبح إرهابيًّا من حزب العمال، أو بالعكس يصبح الإرهابي المتجه من سنجار إلى سوريا عضو في وحدات حماية الشعب. الشخص نفسه، والسلاح نفسه لكن المسمى يختلف.
ومن الواضح تمامًا أن الأسلحة الأمريكية الممنوحة من أجل مكافحة داعش تُستخدم ضد تركيا. ولهذا عند الحديث عن تهديد حزب العمال لن يكون من الصواب حساب قوة ووجود الإرهابيين المتمركزين في جنوب شرق الأناضول وشمال العراق فقط.
يقول العميد المتقاعد نعيم بابور، في حديث أجريته معه حول الموضوع، إن وزارة الداخلية التركية أو هيئة الأركان تقدر عدد عناصر حزب العمال الكردستاني بحوالي سبعة آلاف في الداخل والخارج، لكن العدد تزايد في شمال العراق، فيما يبلغ تعداد وحدات حماية الشعب ما بين 60 ألفًا و70 ألف مقاتل. ويجب وضع العدد ككل في الاعتبار، واتخاذ التدابير بناء عليه".
وما هي التدابير، هل يمكن للجيش التركي تنفيذ عمليات على قنديل أو سنجار؟
"طبعًا يمكنه، بل عليه فعل ذلك برأيي. تستند مكافحة الإرهاب إلى تجفيف موارده وقطع الدعم اللوجستي عنه. لنقل إن تركيا حاليًّا لا يمكنها قطع الدعم الأمريكي والغربي وحتى الروسي عن حزب العمال. إذا لم تستطع قطع الدعم فعليها تجفيف موارد الإرهاب. ".
وأضاف: "يبعد قضاء سنجار عن تركيا حوالي 90 كم، وقنديل 180 كم. العمليات العسكرية ضد قنديل قد تكون صعبة لكن سنجار وبقية المعسكرات قريبة، وتركيا تعلم ماذا يوجد في كل معسكر. برأيي يمكنها الاستفادة من الوضع الحالي لعقد اتفاق مع الحكومة العراقية وإيران والقيام بعملية ضد الحزب في سنجار. ويمكنها أيضًا تنفيذ عملية مشتركة مع إيران ضد معاقل الحزب في قنديل".
هل تقبل إيران والحكومة العراقية الاتفاق؟
"الأمن القومي والمصالح القومية للبلدان الثلاثة تلتقي في هذه النقطة. لأن حزب العمال الكردستاني يشكل تهديدًا لها، وبإمكانها وضع مفهوم لمكافحة مشتركة ضد الحزب الانفصالي من خلال عقد اتفاق من هذا القبيل".
وهل من الممكن تنفيذ عمليات ضد عفرين ومنبج؟
يجيب بابور: "توجهت القوات التركية نحو حدود عفرين لأن المنطقة جبلية، ومن ينتشر فيها يحكم السيطرة على عفرين، ويحاصرها من الجنوب أيضًا، وهذا ما فعله الجيش التركي. على أنقرة الآن عقد اتفاق مع طهران وبغداد ودمشق. لأنه في هذه الحالة لا يمكن لسوريا أن تطلب مغادرة الجيش التركي أراضيها".
ويضيف: "وقد تقترح دمشق في المستقبل تنفيذ عمليات مشتركة مع تركيا ضد منبج وعفرين وحتى تل أبيض من أجل القضاء على وجود حزب العمال الكردستاني. ولهذا لا بد من التواصل المباشر والاتفاق مع سوريا. وإلا فليس هناك ما يمكن فعله حاليًّأ للقضاء على التهديد القادم من عفرين ومنبج".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس