بولنت أوراك أوغلو - يني شفق
بعد تعرضها لسلسلة من الهجمات في اليمن، أقدمت الولايات المتحدة على سحب سفنها الحربية بشكل متتابع من المنطقة. حيث بدأت حاملة الطائرات الأمريكية بالتنقل بعيدًا عن الهجمات اليمنية. كما غادرت حاملة الطائرات "يو إس إس لينكولن" البحر الأحمر مؤخرًا. وفي الوقت الحالي، لا توجد أي حاملة طائرات أمريكية غرب آسيا. وقد أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية يوم الأربعاء أن حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لنكولن" غادرت البحر الأحمر، بعد أن كانت قد تمركزت في المنطقة منذ ثلاثة أشهر. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تعتبر هذه المرة الثانية التي لا تتواجد فيها أي مجموعة هجومية لحاملة طائرات أمريكية في غرب آسيا. ووفقًا للبنتاغون، فإن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" ستتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط من منطقة عملياتها الحالية بالقرب من جزر الأزور البرتغالية لسد هذه الفجوة.
وجاء انسحاب حاملة الطائرات "يو إس إس إبراهام لينكون" بعد ثمانية أيام من تنفيذ الحوثيين عمليتين عسكريتين كبيرتين ضد السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، استمرتا ثماني ساعات. وقد أعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أن حاملة الطائرات الأمريكية اضطرت للابتعاد "مئات الأميال" عن السواحل اليمنية نتيجة الهجمات الانتقامية. وأضاف الحوثي أن الحاملة كانت "تسير أحيانًا بالقرب من السواحل الإفريقية خوفًا من استهدافها".
استهداف 3 سفن حربية أمريكية جاءت لمساعدة إسرائيل في البحر الأحمر
أعلن المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، أنهم تمكنوا من إصابة ثلاث سفن حربية أمريكية بدقة كاملة في البحر الأحمر، كانت متجهة لتقديم الدعم لإسرائيل. وأوضح المتحدث أن هذه العملية تُعد أكبر عملية ناجحة ضد السفن الحربية الأمريكية حتى الآن، حيث تم استخدام 23 صاروخًا باليستيًا وثلاث طائرات مسيرة في هذه الهجمات. وأشار سريع إلى أن الهدف من هذه العمليات جاءت ردًا على الظلم وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة ولبنان، وعلى الهجمات التي شنها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ضد اليمن. وأضاف أن هذه الهجمات استهدفت ثلاث سفن حربية أمريكية بدقة تامة، وأن القوات المسلحة اليمنية ستواصل استهداف السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والغربية الأخرى التي تتوجه لمساعدة إسرائيل.
وأشار سريع إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص تجمعوا في العاصمة صنعاء للتعبير عن دعمهم للعملية الانتقامية ضد إسرائيل، والولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تعدان شريكتين في هذه الجرائم، مؤكدًا أنهم سيستمرون في دعم عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، حتى إيقاف المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وفي أعقاب العمليات الناجحة التي نفذتها اليمن ضد سفن الولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وبعد أن تعرضت العاصمة صنعاء لمجزرة مروعة بحق الأبرياء من النساء والأطفال، الذين تم قصفهم بأطنان من القنابل بواسطة طائرات حربية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية، تجمع مئات الآلاف من اليمنيين في صنعاء. وفي هذا السياق، أطلقوا هتافات للانتقام، رافعين شعارات حماسية ضد الدول التي دعمت هذه المجازر. ويبدو أن هذه الهتافات قد أثارت خوفًا لدى الرئيس الأمريكي جو بايدن، مما دفع الولايات المتحدة إلى سحب سفنها الحربية من المنطقة بشكل مفاجئ. كما يذكرنا هذا الحدث بما حصل مع بايدن أثناء زيارته إلى تركيا بعد انقلاب 15 يوليو، فقد شعر بالخوف أيضًا حين شاهد الدعم الهائل الذي منحه الملايين لحزب العدالة والتنمية في ميدان يني كابي.
أعتقد أنه من الواضح أن النجاة الوحيدة لأي بلد مستهدف في الحروب العالمية تكمن في ثقة وتعاون شعوب تلك البلدان مع حكوماتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس