عبد القادر سيلفي – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس
أجرت إحدى أهم مؤسسات الأبحاث في تركيا "جينار" دراسات حول نسب حفاظ الأحزاب السياسية على أصوات ناخبيها.
كان من الضروري إجراء هذه الدراسة عقب استفتاء 16 أبريل/نيسان. لأن نسبة 10 بالمئة من ناخبي حزب العدالة والتنمية لم يذهبوا للتصويت خلال الاستفتاء، لكن السؤال هو هل سيصوّت الناخب ذاته لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة أم لا؟.. لا بد من تحديد ذلك.
لقد تحدثت إلى "إحسان أكتاش" رئيس مؤسسة جينار، وسأنقل إليكم نسب حفاظ الأحزاب السياسية على أصوات ناخبيها، لكن قبل ذلك أود إخباركم بنتيجتين هامتين قد توصل لهما رئيس مؤسسة جينار:
1- إن سلوك التصويت في الاستفتاء يختلف عن سلوك التصويت في الانتخابات. هذه الحقيقة لا تنعكس على السياسة بشكل مباشر.
2- لم يذهب 10 بالمئة من ناخبي حزب العدالة والتنمية للتصويت خلال استفتاء 16 أبريل/نيسان. وذلك يعادل 5 بالمئة من الناخبين. إذ أثبتت الأبحاث الأخيرة أن الـ 5 بالمئة الأخرى هم من القوميين والمحافظين والديمقراطيين ومؤيدي أتاتورك. وهم يمثلون الطبقة الوسطى. يصوّتون لحزب العدالة والتنمية من أجل الحفاظ على الاستقرار وسير الأمور على ما يرام في البلاد. لكنهم يهتمون بالنظام البرلماني أيضاً في الوقت نفسه، لذلك لم يذهبوا للتصويت خلال الاستفتاء. لأنهم يريدون أن يستمر النظام البرلماني في حكم البلاد.
هذه النتائج هامة جداً. إذ وصف المدير العام لمؤسسة جينار "ابراهيم أوسلو" هذه الطبقة بالمتمدنين والمتعلمين وذوي الرواتب العالية. أما إحسان أكتاش فقد رسم صورة أخرى لهذه الطبقة. لكن لن أذكر تفاصيل هذا النقاش. بل إنني مهتم بنتائج هذا النقاش أكثر من تفاصيله. اذاً هل ستصوّت هذه الطبقة لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة؟.. إحسان أكتاش يقول إن هذه الطبقة تصوّت لحزب العدالة والتنمية عادةً. وهو على قناعة بأنها ستصوّت لحزب العدالة والتنمية في أول انتخاب قادم. لذلك يرى أنه من غير الممكن الحصول على نتيجة سياسية بناء على نتائج الاستفتاء.
نسب حفاظ الأحزاب السياسية على أصوات ناخبيها
هناك نقطة هامة أود لفت الأنظار إليها، وهي أنّه يجب على حزب العدالة والتنمية أن يتخذ نتائج 7 يونيو/حزيران أساساً له بدلاً من نتائج 1 نوفمبر/تشرين الثاني في سياسته المتبعة حاليا.
أما بالنسبة إلى نسب حفاظ الأحزاب السياسية على نسبة الأصوات فإن النتائج كانت صادمة للغاية:
يحافظ حزب العدالة والتنمية على أصوات ناخبيه بنسبة 97.5 بالمئة.
يحافظ حزب الشعب الجمهوري على أصوات ناخبيه بنسبة 97 بالمئة.
يحافظ حزب الشعوب الديمقراطي على أصوات ناخبيه بنسبة 98 بالمئة.
بينما يحافظ حزب الحركة القومية على نسبة الأصوات بنسبة 85-86 بالمئة.
عند النظر إلى انقطاع حزب الحركة القومية عقب انتخابات 1 نوفمبر/تشرين الثاني فإن انخفاض نسبة حفاظه على أصوات ناخبيه لم يكن أمراً مفاجئاً. لكن نسبة 85-86 بالمئة هي نسبة هامة أيضاً. ذلك يعني أن حزب الحركة القومية قد خسر نسبة 15 بالمئة من ناخبيه نتيجة المشاكل الأخيرة وحركة "ميرال أكشينير".
تأثير حركة أكشينير في السياسة
لم يخاطب الرئيس أردوغان ميرال أكشينير إلى الآن. ربما كان ذلك أحد شروط استراتيجية معينة. حزب العدالة والتنمية لا يريد إبقاء أكشينير ضمن جدول أعماله. هناك نتائج أبحاث واستطلاعات حول آراء الرأي العام . لكن قد تكون هذه النتائج لا تعكس اللوحة الموجودة بسبب إجراء هذه الأبحاث قبل تأسيس حزب أكشينير. لذلك لا أشارك نتائج هذه الأبحاث معكم. من الواضح أن أكشينير تشكل موجة سياسية برفقة الناخبين المترددين والمنقطعين عن حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية. سيتحدد مصير أكشينير بناء على أدائها. وسنرى تأثير أكشينير في السياسة خلال انتخابات 2019. ظهرت أكشينير التي انطلقت في مسيرتها بهدف تأسيس حزب مركزي برفقة كادر معارض لحزب الحركة القومية. لكنها لم تستطع عكس صورة حزب مركزي للمجتمع. هل يمكن تأسيس حزب مركزي لا يحتوي الأكراد والعلويين ضمن كادره؟.. وعلاوة على ذلك فإن النتائج التي قد ذكرتها تشير الرئيس أردوغان لا يترك فراغاً في المركز. يبدو أن أكشينير ستشكل موجة سياسية صغيرة المدى، ولكن سيكون التأثير الأكبر في سنة الـ 2019 للرئيس أردوغان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس