ترك برس
تناول تقرير في صحيفة روسيا اليوم نتائجَ المكالمة الهاتفية التي جرت مؤخرًا بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب، والتي تعهّد فيها الأخير بوقف الدعم العسكري لميليشيات كردية معادية لتركيا في الشمال السوري.
واعتبر تقرير الصحيفة الروسية نتائج تلك المكالمة لأنها "خيانة أمريكية لأكراد سوريا لمحاولة إصلاح العلاقات المتوترة مع تركيا"، وفق ما أورد موقع "ساسة بوست".
ونقلت الصحيفة تصريحات لريك سترلينج، صحافي استقصائي مهتم بشؤون الشرق الأوسط إن: "الأكراد تعرضوا عدة مرات للخيانة في الماضي، ولن يَتفاجأوا بالخيانة الأخيرة، وهم ربما كانوا يضعون خططًا للوقت الذي يتركهم فيها راعيهم (أمريكا)".
وحول مستقبل أكراد سوريا إذا ما فقدوا الدعم الأمريكي، يرى سترلينج أنهم سيسعون لتوطيد علاقتهم مع نظام الأسد لحل الأزمة السورية والحفاظ على وحدة البلاد.
ولفت سترلينج إلى أن الأكراد لم يحاربوا قط نظام الأسد، وتوقع أن يعترفوا به ويعملوا معه، ويعلنوا بوضوح عدم سعيهم إلى الاستقلال أو الحكم الفيدرالي، وأنهم سيكونون جزءًا من مستقبل سوريا.
وفي وقت سابق، نشر المركز الكردي للدراسات مقالًا لديفيد فيليبس، المدير التنفيذي لبرنامج بناء السلام والحقوق في معهد دراسات حقوق الإنسان لدى جامعة كولومبيا، جاء تحت عنوان "هل ستخون الإدارة الأمريكية أكراد سوريا أيضًا؟" وأشار إلى تخلِّي أمريكا عن أكراد العراق، وقال إن أكراد سوريا "يخشون أن يكونوا الضحية القادمة لخيانة إدارة ترامب".
ولفت فيليبس، المُعارض للحكومة التركية، إلى الخوف الكردي من خضوع إدارة ترامب للضغوط التركية، ووقف الدعم العسكري للوحدات الكردية".
واعتبر فيليبس أنّ التخلِّي الأمريكي عن أكراد سوريا سيكون "خطأً استراتيجيًّا فادحًا، قد يحوِّل أكراد سوريا إلى روسيا طلبًا للحماية أو قد يبحثون عن المصالح المشتركة مع نظام بشار الأسد. وسيفتح المجال لتركيا بغزو شمال سوريا في محاولة لتقويض منطقة الحكم الذاتي الكردية التي تُسمى (روج آفا)".
التخوُّفات نفسها أشار إليها أيضًا ياروسلاف تروفيموف، الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عندما قال مطلع نوفمبر: "إنًّ كثيرًا من الأكراد يخشون أنه مع اندحار داعش في سوريا بالكامل، فإن الولايات المتحدة ستعقد صفقة مع روسيا وتركيا وحتى مع الأسد، وذلك على حساب الأكراد أنفسهم".
وبلغة أكثر وضوحًا، قالت أليزا ماركوس، الباحثة في شؤون الأكراد: "إنَّ أمريكا ملتزمة بدعم الأكراد في سوريا، غير أنَّه دعمٌ دون تعهُّد بإقامة كيان سياسي لهم؛ بل إنّ هذا الدعم لا يبدو واضح المعالم".
وأوضحت ماركوس "إنّ واشنطن في النهاية سوف تسعى للنأي بنفسها عن أكراد سوريا، حفاظًا على علاقاتها مع حليفها الوثيق تركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!