ترك برس
يقول علماء إن سدّ أوروكايا شمال تركيا، سيلقي الضوء بعد الانتهاء من أعمال تجديده على التغيرات المناخية والتغيرات في الغطاء النباتي في المنطقة.
ويُعتقد أن السدَّ الواقع في حيّ ألاجا بولاية تشوروم يرجع تاريخ بنائه إلى 2200 عام، ويظنُّ خبراء أنه أنشىء تحت حكم الامبراطورية الرومانية بعد سقوط الفرس سنة 65 قبل الميلاد.
يعمل العلماءُ اليوم على دراسة التربة في أجزاء معينة من السد، حيث يعتقدون أن الأرض قد تراكمت بشكلٍ مستمر لألفي سنة. وقد تكشف نتائج تحليل التربة والنباتات معلوماتٍ هامة عن كيفية تغير البيئة الطبيعية للمنطقة مع مرور الوقت.
تقول المستشارة العلمية المشاركة في مشروع أوروكايا للبحوث الأثرية، أمينة سوكمان، في لقاءٍ لها مع وكالة إخلاص الإخبارية: "على سبيل المثال، سنكون قادرين من خلال دراسة التربة وتحليلها على معرفة التغير المناخي خلال المئتي سنة الماضية، بالإضافة للتغيرات التي جرت على الغطاء النباتي".
ويأمل علماء الآثار أن يؤدي حفر السد إلى اكتشافاتٍ تاريخية في قصة سقوط عائلة ميثريداتيك الفارسية على يد الروم، تلك الحكاية التي أدت لانتقال حكم المنطقة إلى يد الروم والتي لا يعرف المؤرخون الكثير عن تفاصيلها.
كما يتطلع العلماء إلى معرفة المزيد عن التقسيم الطبقي في المنطقة فضلًا عن تقنيات البناء المُستخدمة في السد، فالسد ذاته يعد تحفةً في البناء على عكس أنظمة السدود الأخرى في المنطقة، فيبدو أن هذا الهيكل قد استخدم كمبنى نافورة مع تصريف مقوّس في منتصفه.
وتقول المستشارة أمينة إن التخطيط المبدئي لاستعادة السد سيبدأ في العام القادم، وقد تأخر باعتباره أكثر أجزاء المشروع تكلفةً.
ومن جهتهم، يأمل المسؤولون الحكوميون بالإضافة للسكان المحليين في أن يجذب السد بعد ترميمه الزوار. فبالإضافة لسد أوروكايا، يتم حاليًا العملُ على استعادة كلٍّ من المواقع الأثرية التي تقع بالقرب منه مثل ألاجاهويوك، وشابينوفا، وحتوشا، حيث سيتم تحويلها إلى حدائق أثرية.
يُذكر أن ملوك ميثريداتيك قد جاؤوا إلى منطقة البحر الأسود بعد العصر الحديدي، وقد كانت الهيلينية ثقافةَ إمبراطوريتهم، كما كانت اليونانية لغتهم الرسمية. ويعد ميثريداتس السادس الأكبر، الملك الأكثر نجاحًا لميثريداتيك التي امتدّت إمبراطوريتها إلى ساحل بحر إيجه والحافة الشمالية للبحر الأسود.
تعرضت المنطقة للغزو من قبل الرومان سنة 65 قبل الميلاد لتصبح تحت حكم الإمبراطور نيرون بعد ثلاث سنواتٍ من غزوها، ليقيم الرومان فيها ولايات بيثينا، وبونتوس، وغالاتيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!