ترك برس
أُطلق ليلة أمس الثلاثاء، العرض الأول من الفيلم المسرحي الدرامي "زمن القدس" الذي يروي تاريخ المدينة المقدسية ويجسد واقعها في العصور الإسلامية المختلفة. وحظي الفيلم برعاية من رئاسة الجمهورية ووزارة الثقافة والسياحة التركيتين.
وحضر افتتاح الفيلم هاقان جاويش أوغلو نائب رئيس الوزراء ومسؤولو عدد من المؤسسات والمنظمات والأوقاف المهتمة بشؤون القدس.
الفيلم الذي يؤدي الأدوار فيه نحو 130 ممثلا من نحو مئتي مشارك، كتب نصوصه من قبل الروائي التركي أوزغا ديليك، وهو من إخراج مراد سليم كوجات ونجاة بيرجيك.
وبحسب تقرير لموقع لجزيرة نت حول هذا، فإن الفيلم يمزج في عملية الإنتاج بين ألوان متعددة من الفنون الدرامية التي تتجلى في الحوار المسرحي والمؤثرات الصوتية وتقنيات التصوير ثلاثية الأبعاد والخرائط الإلكترونية وخرائط الفيديو.
ويصحب الفيلم المشاهد في جولة داخل سور المسجد الأقصى المبارك التي تتداخل فيها الصور الحقيقية للقباب والمصاطب والأسوار مع الرسوم ثلاثية الأبعاد للمآذن والسبل والتكايا والأبواب الثمانية.
وبحسب القائمين على الفيلم، فقد استغرقت عملية إنتاجه عاما كاملا شملت جمع المعلومات وتحقيقها، وبناء السيناريو السردي، إضافة إلى شهرين من التدريب ليتمكن الممثلون من تقديم صورة القدس في المراحل المختلفة التي عاشتها.
ويهدف الفيلم إلى إظهار المكانة الروحية للقدس لدى المسلمين، فعلى وقع تلاوة مجودة لمطلع سورة الإسراء، تقدم مشاهد الفيلم الأولى إيحاءات عن إسراء النبي محمد عليه الصلاة والسلام للمدينة وإمامته للأنبياء فيها قبل معراجه إلى السماء.
كما يظهر الفيلم الارتباط التاريخي للشعب التركي بالقدس ومكانتها في الموروث العثماني، وتظهر في كثير من مشاهده الطقوس الصوفية المعروفة لدى الأتراك.
ويركز على أدوار أبطال تاريخيين ارتبطت أسماؤهم بمدينة القدس، بدءا من الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب الذي سار من المدينة المنورة إلى القدس لتسلم مفاتيحها من حاكمها الصليبي صفرونيوس، ويتوقف العرض بتأن مع "وثيقة عمر" التي تعرض صورة تجسيدية لها وتتلى كلماتها كلمة كلمة بالتركية.
ويقدم الفيلم مقاربة لافتة تشبه واقع الأمة الإسلامية اليوم بحالها في عهد الحروب الصليبية، وصولا لمرحلة ظهور القائد صلاح الدين الأيوبي.
كما ينقل فيلم "زمن القدس" المشاهد بين عصور الدويلات الإسلامية المتعاقبة على حكم القدس إلى أن دخلها السلطان العثماني ياووز سليم بعد انتصاره على المماليك في معركة مرج دابق عام 1516 ميلاديا.
ويركز الفيلم كثيرا على ازدهار القدس في العهد العثماني وصولا إلى حوار السلطان عبد الحميد الثاني مع رئيس الوكالة اليهودية، ثيودور هيرتزل الذي نزل إسطنبول عام 1896 لعقد صفقة بيع القدس للمهاجرين اليهود مقابل سداد ديون الباب العالي، ويظهر حالة الغضب التي تملكت السلطان لهذا العرض ورفضه له.
وقالت بلقيس إبراهيم حقي أوغلو رئيسة "منصة القدس" التركية التي رعت إنتاج الفيلم إن القدس حق لكل مسلم منذ ولادته، وقصتها يجب أن تروى لكل البشر "كي يحسوا بروحها، ويلمسوا حجارتها، ويتنفسوا هواءها".
أما نائبتها زينب ترك أوغلو، فاعتبرت إنتاج الفيلم تعبيرا عن الانتماء للقدس التي عايشت الكثير من المعاناة على مر العصور.
بدورها أكدت منسقة المشاريع بالمنصة عائشة أورال أن الفيلم يحمل رسالة للأمة تحثها على التوحد اليوم لأجل القدس كما توحدت من قبل، موضحة أن الفيلم متعدد الأساليب الدرامية وظف كل ما أمكن توظيفه من التقنيات الفنية عالية التخصص ومهارات المنتجين وعقولهم وقلوبهم.
كما أشارت إلى أن المنصة حرصت على استثمار الإمكانيات الأكاديمية في إثراء الفيلم بالمعلومات الدقيقة، مؤكدة توسيع الاتجاه للاستثمار في الأكاديميا لصالح المدينة المقدسة.
ويرى المحللون والمتابعون للشأن التركي أن هذا الفيلم وغيره من الفعاليات المشابهة له، يأتي ضمن إطار تفاعل المجتمع التركي مع قضية القدس، لا سيما بعد القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وردود الأفعال التركية إزاءه على الصعيدين الرسمي والشعبي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!