خاص ترك برس
حضر كل من السيدة أمينة أردوغان زوجة الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير التعليم الوطني "عصمت يلماز" البرنامج الافتتاحي لحملة محو الأمية الذي أقيم مؤخراً في العاصمة أنقرة.
وذكّرت أمينة أردوغان التي شاركت في الحفل الافتتاحي لـ "برنامج محو الأمية" الذي أقيم في مركز التعليم الشعبي في منطقة "يني محلة"، أن آلاف الفتيات تم توجيههن إلى مراكز التعليم قبل 15 عاماً من خلال حملة "هيا يا بنات للمدرسة" وصرحت أردوغان أن هذه ليست مجرد حملة تعليمية ولكن أيضا حشد للتحولات الاجتماعية، وأكدت على أن الملاذ الآمن هو التعليم وذلك لحماية الفتيات من الزواج والعمل في سن مبكرة، وبذلك يكون 350 ألف فتاة فتحن الطريق إلى مستقبل مشرق لأطفالهن.
وقالت أمينة أردوغان إنها بدأت حملة للنساء اللواتي لم يستطعن تلقي التعليم في حملة "نحن مدرسة البنات الرئيسية" في عام 2008 التي حصل في نهايتها مليون و832 ألف امرأة على شهادة التعليم.
وعبرت أردوغان عن قلقها الشديد إزاء نسبة الأمية، مؤكدةً على الاهتمام الكبير بحملات التثقيف التي تم تنظيمها عبر تاريخ الجمهورية.
وأشارت أمينة أردوغان إلى أن المكاسب الكبيرة قد تحققت في مجال التعليم خلال السنوات الخمس عشرة الماضية بجهود مكثفة، ففي ميزانية عام 2002، خصص التعليم 11 مليار ليرة تركية، وفي عام 2017 بلغ 122 مليار، وأشارت أيضاً إلى أن التعليم الإلزامي قد زاد إلى 12 سنة وأنه لا يوجد فرق بين معدل التحاق الفتيات بالتعليم الأساسي ومعدل التحاق الطلاب الذكور حيث قالت: "إن معدل التحاق الفتيات في المدارس الثانوية هو 99.12٪ بينما تبلغ نسبة طلابنا الذكور 99.33٪، وأنا ممتنة لكل شعبنا لإدراكه حساسية موضوع التعليم المدرسي للفتيات".
"سنكون مجتمعاً متعلماً مئة في المئة"
ولفتت أردوغان النظر إلى أن 4% من السكان أميون، بحيث 2.5 مليون مواطن لا يمكنهم معرفة الحافلة التي سيأخذونها ولا قراءة اسم الدواء الذي يتناولونه، فأفادت: "رسمياً، اليوم مع هذه الحشد في بلدنا لن يكون أي شخص لا يستطيع القراءة أو الكتابة، سنكون مجتمعاً متعلماً مئة في المئة".
ودعت أمينة أردوغان جميع المواطنين الأميين للحملة وقالت: "أرجو من نسائنا اللواتي كنّ يتصبّبن عرقاً في المنزل، في العمل، في الحقل، في المصنع، اللواتي لم يكن لديهن مثل هذا الاحتمال في عوائق الحياة اليومية، بغض النظر عن العمر، ألّا يفوّتن هذه الفرصة، فقط دورة لمدة 8 أسابيع يمكن أن تغير حياتهن".
"الحاجة إلى القراءة مثل البارود، بمجرد اشتعاله، لا يمكنك إيقاف تشغيله"
باعتبار أن كلمة "اقرأ" الكلمة الأولى في الدين الإسلامي، فإن هذه الدعوة لن تبقى بدون إجابة، على حد وصف السيدة أردوغان، وتابعت كلماتها على النحو التالي: "خلال الشهر الأخير من الحملة تجاوز عدد المتقدمين للدورات 270، وأعتقد أن جميع مواطنينا الأميّين البالغ عددهم 2.5 مليون سيشاركون في هذه التعبئة في البرنامج، ولن يكون هناك شخص أمي في بلدنا، ونأمل بعد ذلك أن تكون هناك حملات لزيادة جودة التعليم . والآن يجب على بلادنا أن تتطلع إلى مستويات أعلى من التعليم في التركيز على أهداف جديدة لتعزيز قوتها، وإلى جانب القراءة والكتابة يجب أن نتقدم بسرعة نحو أن نصبح مجتمعاً مؤهلاً لمحو الأمية" مشددة على شباب تركيا والاقتصاد القوي، والتاريخ والثروة الثقافية للأهداف طويلة الأجل.
"لن يبقى وجود للأمية في تركيا "
وذكّر وزير التربية والتعليم الوطنية "عصمت يلماز" بأن نتائج ناجحة قد تم الحصول عليها من حملات زوجة الرئيس أردوغان، السيدة أمينة أردوغان، التي انطلقت في عامي 2003 و 2008، وقال: "نحن نعتقد أن هذا المشروع سيصل إلى الهدف، وسنواصل جهودنا حتى نخفض مستوى الأمية إلى الصفر" وأضاف يلماز: " التعليم بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى التعليم والتدريب بغض النظر عن سنهم والذين أتموا التدريب الأساسي على القراءة والكتابة هو بلا شك أهم الحقوق الأساسية".
وأورد يلماز أن مديرية "تعليم مدى الحياة" في جميع الولايات والمناطق عملت على البدء بتطبيق المشروع فقال :"أخذت التدبيرات اللازمة لإزالة العوائق والصعوبات التي تواجه عملية محو الأمية، و تم إعداد المواد الدراسية وتوزيعها على المتدربين، وقد تم إعداد البرنامج كتطبيق للهاتف المحمول وإتاحته على اللوحات الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة و اللوحية، وتم أخذ عينات لمقاطع الفيديو وتم بث شبكة المعلومات التعليمية عبر موقع EBA".
وأضاف يلماز: "2 مليون 462ألف من أولئك الذين هم في سن التعليم الرسمي لا يزالون أميين، أي ما يعادل 4 في المائة من مجموع السكان".
وفي سياق برنامج "محو الأمية" ذكر يلماز أنه في الفترة ما بين 1 و 19 فبراير، قامت مراكز التعليم العام بإجراء أنشطة للفحص لتحديد عدد الأميين في المقاطعات والمناطق قائلا :" يوجد حاليا 12 مؤسسة تقدم دورات للبالغين، بالإضافة إلى ذلك ستكون الدورات متوفرة في جميع المدارس التابعة لوزارة التربية الوطنية حتى إذا سجّل شخص واحد سيتم فتح الدورة التدريبية، ولقد وصل عدد الراغبين بالانتساب لبرنامج محو الأمية إلى275 ألف و282 منتسباً، وسنعمل بدورنا على الترويج لهذه الحملة حتى نصل لجميع الأميين".
وقدم وزير التربية الوطنية عصمت يلماز، أثناء اللقاء، هدية للسيدة أمينة أردوغان، كما زارت السيدة أردوغان والوزير يلماز قاعات الدروس حيث كانت النساء اللواتي شاركن في حملة محو الأمية حاضرات وتجاذبا أطراف الحديث مع المتدربين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!