ترك برس
سمّاه البعض بصانع الزعماء في تركيا، فقد كان يصمم الدعايات الانتخابية بأسلوب فريد، إلى درجة أن كثيرا من مراكز البحث الدولية اعتبرته رجل الظل الذي يصنع المعجزات من خلال الصورة، فمن هو؟
هو إيرول أولتشاك، صديق ومستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولد في عام 1963 في مدينة تشوروم شمال تركيا.
تخرّج من كلية الفنون التابعة لجامعة إسطنبول، وأسس بعد تخرجه وكالة "آرتر" للإعلان، التي أدخلته عالم السياسة حينما بدأ يروج لحملات الأحزاب الانتخابية في عام 1987.
تعرّف أولتشاك على الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي كان يشغل منصب رئيس بلدية إسطنبول في تسعينيات القرن الماضي، بعد انتقاله للعمل في قسم الإعلان والترويج التابع لبلدية إسطنبول، واستمرت صداقتهما حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
وافق على عرض حزب الطريق القويم، للترويج لحملته الانتخابية خلال الانتخابات البرلمانية في عام 1999، ومن ثم تلقى عرضا من صديقه القديم أردوغان للعمل معه في حزبه الجديد.
ومن حينها أصبح أحد أهم أعضاء حزب العدالة والتنمية، وصمّم شعار الحزب، وهو صاحب فكرة المصباح بلونه البرتقالي. ويعد بذلك مؤسس النواة الإعلامية الأولى للحزب.
تبنّت وكالته اﻹعلامية "آرتر"، إنتاج فيديوهات حزب العدالة والتنمية، وكان مدير حملاته اﻹعلانية منذ تأسيسه على مدار 14 سنة، وعمل كمستشار إعلامي للحزب وكذلك ﻷردوغان شخصيا.
ويرى خبراء في مجال الإعلام والإعلان أنّه صانع صورة أردوغان التي رآها العالم منذ أن كان واليا ﻹسطنبول وصولا لكرسي الرئاسة.
لم يكن مطلوبا من أولتشاك أن يذهب ويواجه جندا مدججين بأسلحة ودبابات ومدرعات، ولكنه نزل من سيارته ومضى نحوهم رغم التحذير ومعه ولده ذو الستة عشر عاما.
أردتهما رصاصات بنادق الجنود الذين شاركوا في محاولة الانقلاب على السلطة ساهم هو في صناعتها، واستشهد هو وابنه في ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو 2016.
بعد هزيمة المجموعة الانقلابية، عُثِر على إيرول أولتشاك 53 عاما مقتولا هو و ابنه عبد الله (16 عاما)، في محيط جسر البسفور بمدينة إسطنبول صبيحة ليلة الانقلاب الفاشلة في تركيا.
حيث تعرض إيرول و ابنه إلى إطلاق نار أثناء تواجدهما في محيط الجسر ليفقدا حياتهما فورا، وينقلا لمستشفى الطب العدلي في إسطنبول.
ولم يتمالك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه في أثناء تشييع جنازة صديقه القديم وابنه صغير السن، الذي استشهد دفاعا عن شرعيته التي لطالما حاول الترويج لها خلال حياته من خلال مجهوده الإعلامي الضخم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!