سعادت أوروتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
صدر قبل أيام كتاب جدير بالاهتمام في فرنسا. نشر سيد الإليزيه السابق فرانسوا أولاند مذكراته في الذكرى الأولى لتركه منصب الرئاسة.
أراد أولاند من خلال كتابه المنشور تحت عنوان "دروس السلطة" (Les Leçons du Pouvoir)، توجيه رسالة للمستقبل أكثر من العودة إلى الماضي.
يعرب الرئيس الفرنسي مرة أخرى عن خيبة أمله من عدم تدخل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عسكريًّا في سوريا عام 2013.
أولاند يعتقد أن تدخلًا عسكريًّا محتملًا كان سيحقق نتائج ملموسة في الوقت الذي لم يكن خطر داعش موجودًا، والمعارضة السورية في وضع قوي، والهجمات الكيميائية لنظام الأسد توفر المسوغات الأخلاقية والسياسية للتدخل. ولا يعفو عن أوباما الذي سد هذا الطريق.
قبل أن يتمدد داعش.. أعتقد أن كلمة السر تكمن هنا.. أوباما سمح بتمدد داعش وبعد ذلك مهد الطريق أمام توسع حزب العمال الكردستاني وفرعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي بحجة مكافحة داعش.
من الصعب إدراك السبب وراء امتعاض أولاند من أوباما! فالرئيس الفرنسي السابق نفسه دعم كثيرًا حزب العمال الكردستاني، وعليه أن يكون صادقًا بعض الشيء..
لكن ماذا نقول عن خلفه إيمانويل ماكرون؟ أولاند نشر مذكراته بعد مضي عام على تركه منصب الرئاسة. أما ماكرون فقد وقف أمام الكاميرات للحديث عن عامه الأول بعد استلامه مقاليد الحكم.
حاول ماكرون أن يقلد نابليون بونابرت بخصوص سوريا. وسعى إلى جني ثمار التحرك المشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا في الضربات العسكرية على سوريا.
يعيش ماكرون حاليًّا أوقاتًا عصيبة بسبب الاضرابات، والاحتجاجات في الجامعات، والانتقادات الموجهة إليه في كتاب فرانسوا أولاند.
بدأ ماكرون المقابلة بالقول إنه أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبقاء في سوريا، وأنهاها بالادعاء أن الضربات العسكرية على سوريا أبعدت تركيا عن روسيا.
يعتقد ماكرون أن فرنسا ستكون الممثل الوحيد لأوروبا بصفتها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يمكن القول إن ماكرون يسعى لتقلد الزعامة في أوروبا. وبعيدًا عن لا معقولية هذا الطموح، يتضح مدى خطأ الرئيس الفرنسي في قراءة العلاقات التركية الروسية.
وعقب تصريحاته مباشرة جاء الرد من البيت الأبيض أولًا، ثم أجابت أنقرة على لسان المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ.
باختصار، بدءًا من عهد أولاند حتى ماكرون تبدو فرنسا في الملف السوري بمظهر "ورقة في مهب الريح"..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس