ترك برس
احتفلت تركيا قبل أيام بأسبوع المتاحف الذي يصادف الفترة بين 18- 24 مايو/أيار، وأعلنت عن أنشطة مختلفة بهذه المناسبة أبرزها السماح بالدخول مجاناً لبعض المتاحف، وتمديد ساعات عمل بعضها الآخر لما بعد منتصف الليل.
وقال مدير الثقافة والسياحة بمدينة إسطنبول التركية، جوشقون يلماز، إن المديرية تتوقع أن يتجاوز عدد زوار المتاحف التابعة للوزارة في المدينة، 10 ملايين سائح محلي وأجنبي خلال العام الجاري.
وأوضح يلماز أن إسطنبول وحدها تضم 91 متحفاً مسجلاً لدى الوزارة، مبينًا أن متاحف المدينة استقبلت العام الماضي 4 ملايين و884 ألفاً و790 زائر، فيما شكل عام 2015 الرقم القياسي حتى الآن في عدد الزوار بواقع 9 ملايين و412 ألفاً و353 زائر، وفقاً لما أوردته الأناضول.
وأضاف يلماز أن المديرية تستهدف استقبال 10 ملايين سائح وزائر لمتاحف إسطنبول خلال العام الجاري، مشيراً أن متحف “طوب قابي” وحده استقبل في الربع الأول من العام الجاري، أكثر من 800 ألف زائر. وفيما يتعلق بأعداد متاحف المدينة، أشار يلماز إلى وجود 12 متحفاً للقصور الوطنية التابع للبرلمان التركي، و3 متاحف تابعة للقوات المسلحة، و4 تابعة للمديرية العامة للمتاحف، و9 لبلدية إسطنبول الكبرى، و9 للجامعات والمؤسسات الحكومية الأخرى، إضافة إلى 35 متحفاً خاصاً، ليصل مجموعها إلى 91 متحفاً مسجلين لدى وزارة الثقافة والسياحة في البلاد.
ومن أبرز الفعاليات التي أجرتها مديرية ثقافة إسطنبول في أسبوع المتاحف، إجراء أمسيات ليلية في متحف الآثار الإسلامية والتركية طوال شهر رمضان، وذلك من خلال حملة بعنوان "قضاء ليلة في المتحف" على غرار حملة "قضاء ليلة في المكتبة" التي أطلقتها المديرية في وقت سابق لتشجيع الشباب على القراءة.
وأشار يلماز إلى أن الحملة المذكورة، ستتضمن استضافة شخصيات بارزة في مجال الأدب، والفكر والفن، إضافة إلى معرض للخط.
وفي حادثة هي الأولى في تركيا وتاريخ المتاحف، لفت يلماز إلى تمديد أوقات زيارة بعض المتاحف في المدينة إلى ما بعد منتصف الليل، بمناسبة شهر رمضان المبارك، مثل متحف الآثار الإسلامية والتركية في منطقة السلطان أحمد بالشق الأوروبي من المدينة. وأعلنت الوزارة مؤخراً، عن المتاحف الأكثر استقبالاً للزوار خلال العام الجاري، وحل في المرتبة الأولى متحف “طوب قابي” بواقع 830 ألفا و588 زائر، بينما حلّ متحف “آيا صوفيا” في المرتبة الثانية مع 775 ألفا و161 زائر، ثم متحف مولانا جلال الدين الرومي في ولاية قونيا مع 717 ألفا و158 زائر.
وفيما يتعلق بمحتويات المتاحف التابعة لوزارة الثقافة والسياحة التركية، فإنها تضم 3 ملايين و331 ألفا و359 قطعة أثرية تعود إلى ما قبل آلاف السنين. كما أن متاحف المديرية العامة للأصول الثقافية، تضم ملايين الآثار النادرة، ولا يشكل المعروض منها سوى 11 بالمائة.
وتعد هذه النسبة المعدل الوسطي لحجم الآثار المعروضة في الدول المتقدمة، ويتم انتقاؤها وفقا لخصائص متعلقة بالمكان، والفترة الزمنية، والميزات الثقافية، كما يتم تجديدها بشكل دوري ضمن إطار معين.
وتحتوي المتاحف في تركيا، على أصول أثرية غنية ومتنوعة من العصور الزمنية المختلفة بدءا من العصر الحجري القديم وحتى الوقت الراهن. وتتيح وزارة الثقافة، هذه الآثار الفريدة لمن يرغبون في رؤيتها، وفق تقنيات عرض خاصة.
ومن أبرز المتاحف التي تعرض آثار العصرين الحجري القديم والحديث، متحف حضارات الأناضول بأنقرة ومتاحف علم الآثار بإسطنبول، وقونية، وديار بكر، وأنطاليا وشانلي أورفة.
كما تعد متاحف حضارات الأناضول بأنقرة، وقيصري، وتشوروم، وجناق قلعة، وبوردور، وديار بكر، وماردين وهاتاي، ومتحف علم الآثار بإسطنبول، من أبرز الأماكن التي تعرض فيها القطع الأثرية التي تعود إلى العصور النحاسية (أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد)، والبرونزية القديمة (3000 -4000 ق.م.) والممالك التجارية الآشورية.
فيما يتعلق بالآثار التي تعود إلى عهد الحثيين الذين حكموا الأناضول وبلاد الرافدين منذ عام 2000 قبل الميلاد، فإنها تُعرض في متحفي حضارات الأناضول في أنقرة وتشوروم.
ويُعرض "السيف الحثي" الذي نقش عليه اسم الملك الحثي، في معرض ولاية تشوروم شمالي تركيا.
بينما يعرض متحف علم الآثار بإسطنبول، وثيقة معاهدة قادش (عام 1258 قبل الميلاد)، التي تتميز بأنها أول اتفاقية مكتوبة في العالم، بين الفراعنة والحيثيين، وتعرض نسخة منها في مبنى الأمم المتحدة.
أما بالنسبة للقطع الأثرية التي تعود إلى العهدين السلجوقي (1038-1157) والعثماني (1700-1922)، فإنها تُعرض في متاحف ولايات أدرنة، وبورصة وأرضروم، ومتاحف الآثار الإسلامية والتركية، ومتاحف الآثار الإسلامية والتركية بإسطنبول، إضافة إلى متاحف متخصصة بهاتين المرحلتين في ولايتي قونية وكوتاهية.
ويعد قصر طوب قابي ويلدز بإسطنبول، أهم الأماكن التي تُعرض فيها مقتنيات حول القصور العثمانية، والحياة اليومية فيها، وقطع الأسلحة، والألبسة، والقطع الفنية والأثرية النادرة التي تعود لذلك العصر.
بدورها تعرض متاحف الأنثروبولوجيا الوصفية بأنقرة، والآثار الإسلامية والتركية، وقصر طوب قابي، أهم وأجمل العينات من الأصول الثقافية، والأعمال اليدوية، ولوحات فنون الخط ومقتنيات الطرق الصوفية، التي تعكس الحياة اليومية بمنطقة الأناضول في أزمنة مختلفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!