ترك برس
أكدت وكالة الفضاء لأمريكية "ناسا" في 13 من رمضان، الموافق 28 أيار/ مايو الماضي، صحة الرصد الفلكي لهلال شهر رمضان في تركيا.
وقالت الوكالة في تغريدة لها إن "القمر يبدو مكتملًا الليلة وفي ليلة الغد، ولكه سيكون معاكسًا لموقع الشمس في الساعة 13:20 يوم 29 أيار/ مايو. قمر الفراولة هذا يأخذنا إلى شهر أكثر دفئًا في النصف الشمالي للكرة الأرضية، في حين أن القمر البارد في نصف الكرة الجنوبي يعني قدوم الشتاء".
يكتمل البدر في العادة في ليلة اليوم الرابع عشر من الشهر القمري، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اليوم القمري يبدأ مع حلول المغرب.
وبالتالي يكون الرصد الفلكي لهلال رمضان في تركيا صحيحًا، إذ توافقت ليلة الرابع عشر من رمضان مع رؤية البدر من قبل ناسا، في حين أن الليلة عند الدول التي صامت بعد تركيا بيوم واحد كانت ليلة الثالث عشر من رمضان، ومن غير الممكن أن يتكون البدر في ليلة الثالث عشر من الشهر القمري.
يتم تحديد موعد حلول شهر رمضان من خلال الهلال، حسب الحديث الشريف: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". وعليه فإن كل دولة إسلامية كانت في القديم تطلب من مواطنيها تحري رؤية الهلال وترقبه، والإدلاء بذلك عند القاضي الشرعي.
وفي هذه السنة، أعلنت معظم الدول العربية وبعض دول آسيا الإسلامية مثل ماليزيا، وروسيا، وإيران، والعراق، ومصر، وسوريا، كلهم أعلنوا أن يوم الخميس الموافق 17 أيار/ مايو هو أول أيام شهر رمضان.
لكن تركيا، أعلنت أن يوم الأربعاء السادس عشر من أيار/ مايو، أول أيام شهر رمضان، وتركيا لا تعتمد التقويم على الهلال إنما تعتمد التقويم الفلكي بعكس الدول العربية.
وأشارت قناة "بي بي سي" في تقرير لها، إلى أن الاختلاف بين الدول في تحديد موعد شهر رمضان، ربما يأتي بسبب اختلاف الطوائف الإسلامية فيها، عدا عن اختلاف وضوح رؤية القمر حسب موقع الدولة من الكرة الأرضية.
ونشرت بي بي سي صورة لقمر بدر كامل في قطاع غزة في ليلة الثالث عشر من شهر رمضان، قال البعض إنه ليس بدرًا، بل هو "أخو البدر"، أو "شبيه البدر" الذي ينقصه قليل حتى يكون بدرًا.
إلا أن ناسا حسمت الخلاف بإعلانها اكتمال البدر في تلك الليلة، وصحة الرؤية الفلكية للهلال في تركيا.
وفي تعليق على الموضوع، قال عمار السكجي نائب رئيس الجمعية الفلكية الأردنية في عمان: "عملنا دراسة في عمان يوم الثلاثاء 15 أيار/ مايو للصيام، وحسب الحسابات الفلكية الدقيقة كان الاقتران المركزي في الساعة 2:49 بعد الظهر، و الاقتران السطحي الذي يعتمد على المركز كان الساعة 4:06، وغروب الشمس يوم الثلاثاء كان الساعة 7:26، وغروب القمر كان الساعة 7:25، إذًا غرب القمر قبل الشمس، وهذه عبارة عن حسابات فلكية".
وأضاف السكجي: "النص الشرعي حقيقة واضحة، "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، فهل رأى أحد الهلال يوم الثلاثاء في البلدان العربية واﻹسلامية، الهلال عند غروب الشمس كان عمره 3 ساعات و20 دقيقة، وتعذر رؤية الهلال بالعين المجردة، وكذلك في التليسكوب".
وأوضح أنه حتى في الحالات الصعبة جدا، تحتاج العين المجردة 15 ساعة فما فوق حتى تستطيع رؤية الهلال، مشيرًا إلى أن "الحسابات الفلكية بشكل عام والفيزيائية لا يختلف عليها شخصان، لكن هناك ضوابط شرعية حقيقية وهناك معايير مختلفة، فمثلا الحسابات الفلكية المبنية على الاقتران المركزي هي رقم عالمي، ولا يختلف أي فيزيائي أو فلكي على سطح الكوكب في حساب الاقتران المركزي للقمر".
لكنه أشار إلى وجود معطيات أخرى، مثل غروب الشمس، وغروب القمر قبل الشمس وبعد الشمس، مضيفًا أنه لا بد من أخذ الجانب الشرعي بعين الاعتبار وهو رؤية الهلال. "فإن تعذر علينا رؤية الهلال، نُتم ثلاثين يوما".
وأضاف السكجي: "يوم الثلاثاء لم يرَ أحد الهلال نهائيا، كان عمره 3 ساعات، بالتالي أكملنا ثلاثين يوما هذا أمر طبيعي، ونعرف أي ساعة حدث الاقتران المركزي والسطحي، وأي ساعة غرب القمر والشمس"، مشيرًا إلى أنه "في يوم الأربعاء ثاني يوم، كان عندنا رصد في مدينة عمان ورصدنا الهلال، وضمن حساباتنا الدقيقة التي نحسبها في فيزياء الفلك، رأينا الهلال".
ولدى سؤاله عن موعد العيد فلكيًا، أجاب السكجي: "الجمعة، الحسابات الفلكية يوم الخميس 15 حزيران/ يونيو تشير إلى أن الشمس ستغرب قبل الهلال بنحو 40 دقيقة، فخلال هذه الأربعين دقيقة، يمكن ﻷي هاوٍ محترف أو بالتليسكوب رؤية الهلال مساء يوم الخميس، وأؤكد حسب الحسابات الفلكية أن الجمعة هي أول أيام عيد الفطر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!