غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
أولًا عفرين، ثم قنديل..
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أدلى بتصريح حول معقل "بي كي كي" في جبل قنديل منذ عشرات السنين:
"مسألة وقت فحسب"..
بمعنى أننا سنسيطر على قنديل متى نشاء.
متى يمكن أن يكون التوقيت؟
بحسب الفكر السياسي "قبيل أيام من 24 يونيو".
إذا سقطت "أسطورة قنديل"، التي استعصت منذ عشرات السنين وتسببت بإزهاق أرواح أكثر من 30 ألف من مواطنينا، فلا شك أن ذلك سينعكس على صناديق الاقتراع.
هناك أمثلة على ذلك من تاريخنا.
***
كان بولنت أجويد رئيسًا للوزراء عند تنفيذ الحملة العسكرية على قبرص عام 1974. في أول انتخابات تلت الحملة حصل حزب الشعب الجمهوري على أعلى نسبة أصوات "42 في المئة"، وشكل الحكومة بمفرده.
بعد أعوام، في 1998، كان أجويد أيضًا رئيسًا للحكومة، وهذه المرة سلمت الولايات المتحدة عبد الله أوجلان إلى المخابرات التركية في إفريقيا.
وقتها أيضًا نال حزب أجويد، حزب اليسار الديمقراطي، أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات.
هل تحمل السيطرة على قنديل عاصفة كبير من الأصوات كما حدث في الحملة على قبرص والقبض على أوجلان؟
من الواضح أنه سيكون لها تأثير قوي على الأقل.
وأردوغان وحزبه لا يحتاجان إلى نسبة إضافية كبيرة من الأصوات، 5 أو 6 نقاط تكفي..
لم يكن وضع حزب اليسار الديمقراطي على ما يرام عندما تم إلقاء القبض على أوجلان، وربما لم يكن بإمكانه تجاوز العتبة الانتخابية.
تصدر الحزب الانتخابات بفضل سيل من الأصوات كسبها جراء القبض على أوجلان.
***
هناك ميزة لجبل قنديل من المفيد الإشارة إليها.
اختار "بي كي كي" قنديل لأنه أبعد نقطة عن الحدود التركية، ولأنه اعتبر أن من غير الممكن الوصول إليه بالنسبة للجيش التركي عبر عمليات جوية.
يقع جانب من جبل قنديل في الأراضي العراقية، والجانب الآخر في إيران..
نفذت تركيا عملية عسكرية في شمال العراق ووصلت سفوح الجبل، حيث تحاصر الجانب العراقي منه.
سيطرت على مواقع "بي كي كي" الواحد تلو الآخر على الطريق إلى قنديل، وأحكمت قبضتها على الطرق التي يمكن أن تصل أراضيها من الجبل.
بمعنى أنها سيطرت على المنطقة.
لكن، في حال السيطرة على مقر القيادة في قنديل قد يتجه القادة إلى إيران، وبعد الإقامة فيها لفترة، سيذهبون إلى معقلهم الآخر في سنجار.
وللحيلولة دون ذلك، تجري تركيا اتصالات مع حكومة طهران، بحسب تسريبات.
لكن، كم يمكن لتركيا الوثوق بإيران؟
ألا تقدم طهران "دعمًا خفيًّا" لبي كي كي منذ عشرات السنين؟
ألا تمسك بورقة بي كي كي من أجل استخدامها عند الضرورة؟
لكن حتى لو أغفلنا الدور الإيراني، من المهم جدًّا السيطرة على الجانب العراقي من قنديل، وسفوحه وطرق عبور بي كي كي إلى تركيا.
إطلاق أنقرة مكافحة الإرهاب خارج الحدود سيكون دليلًا ممتازًا على "مفهوم دفاعي" جديد، طبقته في غربي الفرات عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.
وعملية منبج على وشك الانطلاق.
تأتي الانتخابات وتذهب، لكن ما يجب أن يبقى هو وحدة وأمن تركيا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس