ترك برس
رأى الكاتب الاردني عريب الرنتاوي، أن الولايات المتحدة أصبحت عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، سبباً في صداع مزمن، قد يتحول إلى تهديد وجودي لكل من الأردن وتركيا الحليفتين الاستراتيجيتين الإقليميتين للولايات المتحدة.
وانتقد مدير مركز القدس للدراسات السياسية، في مقال نشرته صحيفة الدستور الأردنية، السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه تركيا والأردن، والتي تهدد أمن البلدين واستقرارهما.
وقال الرنتاوي إن "لعلاقات الأردن مع الولايات المتحدة، كما لتركيا، طابعا خاصا وفريدا، فهي عابرة للإدارات المتعاقبة، وعابرة للحزبين اللذين يتناوبان السلطة في واشنطن، ولدى كل منهما، بطريقته الخاصة، مداخل وقواعد ارتكاز لدى مؤسسات الدولة العميقة في الدولة الأعظم".
ولفت إلى أن قدرة تركيا، كبلد كبير، على اللعب في الهوامش، والاحتفاظ بمساحة للمناورة والاختلاف والتباين عن الولايات المتحدة، لا تقارن ببلد كالأردن، الذي يملك هوامش ضيقة نسبياً للمناورة وحرية الحركة.
وتابع بالقول إن الأردن يأتي بعد إسرائيل، كثاني دولة متلقية للمساعدات الأمريكية، نسبة لعدد السكان، وتركيا تؤهلها مكانتها، للحصول على آخر ما أنتجته الترسانة العسكرية الأمريكية، ولطالما حظيت بموقع الدولة الأولى بالرعاية من قبل الحليف الأمريكي.
واستدرك الكاتب أن هذه العلاقات الاستراتيجية مع تركيا والأردن لم تمنع الولايات المتحدة من انتهاج سياسة معادية للبلدين، ففي عهد أوباما، حملت على أكتافها، ملف "الكيانية الكردية" المستقلة أو شبه المستقلة، بما يهدد أمن تركيا واستقرارها وسلامة وحدتها الوطنية والترابية، وواشنطن، بعد «صفعة القرن»، تقامر بتهديد أمن الأردن واستقراره، وهويته الوطنية وسلمه الاجتماعي، وأعمق مصالحه.
وأضاف أن واشنطن في عهد ترامب، تتنكر لأعمق المصالح التركية، وتبرز على السطح كلاعب مثير للمتاعب، وهي في سياساتها «الكردية» وانتشارها العسكري على مقربة من الحدود التركية مع كل من سوريا والعراق، لا تسعى فقط في احتواء إيران وضرب الإرهاب فحسب، بل وتعمل على لجم الطموحات التركية، والتلويح المستمر لأنقرة، بأن «الأسوأ» ما زال بانتظارها، إن هي ذهبت بأبعد ما هو مسموح، في علاقاتها مع طهران وموسكو.
أما مع الأردن فقد تصرفت واشنطن في عهد ترامب كذلك، كما لو أنه دولة «لاتينية» بعيدة كل البعد عن فلسطين وصراعها مع إسرائيل في سبيل حرية شعبها واستقلاله، وهي التي تدرك أن للأردن مصالح في كل ملف من ملفات الوضع النهائي للمسألة الفلسطينية (الحدود، المياه، اللاجئون، القدس، السيادة، وغيرها).
وختم الكاتب مقاله بأنه لا خوف على تركيا، فهي دولة كبيرة واقتصاد ناهض وديموغرافيا لا يمكن التقليل من وزنها، وفوق هذا وذاك، فلديها نظام سياسي يستمد قاعدته الاجتماعية وشرعيته من صناديق الاقتراع، وهي أتقنت لعبة «الرقص فوق حبل دقيق»، وتناور بين موسكو وطهران والخليج وواشنطن وبروكسيل.
ولفت إلى أن من حق الأردن إن يقلق وأن يعمل بكل جهده، لمواجهة استحقاق صفقة القرن، ولا سيما أن بيديه بعض أوراق القوة التي لم تستنفد بعد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!