ترك برس
قال الكاتب المغربي يوسف مسكين، إن تركيا تقدم دروسا قيّمة في السياسة والاقتصاد والصعود الحضاري الذي يرافقه تماسك اجتماعي كبير، وإن الدروس الآتية من بلاد الباشاوات عنوانها العريض سقوط وهم استحالة تحقيق النهوض الشامل دون الخضوع لوصاية الخارج والتخلي عن الهوية الثقافية والحضارية الإسلامية.
وأضاف مدير تحرير صحيفة أخبار اليوم المغربية في مقال بعنوان "الدروس التركية": "إن أبلغ دروس التجربة التركية، التي تقف اليوم شامخة ومتحدية إملاءات الشرق والغرب، يفيد بأن البناء الداخلي مفتاح أي تقدّم، سواء في الاقتصاد أو السياسة أو الدبلوماسية. فتركيا التي تصارع أمواجا عاتية اليوم، تعتمد على اقتصاد داخلي قوامه التصنيع والابتكار والتخليق".
أما ثاني دروس التجربة التركية، فهو أن الخيار الديمقراطي حصن منيع يحمي البلاد من تهديدات الخارج. فتركيا التي بدأت صعودها الكبير منذ أكثر من عقد من الزمن، حمت تجربتها هذه بحرص على احترام شكليات وروح الديمقراطية، وهو ما مكّن النخبة السياسية من التغلّب على جميع التحديات داخليا (الجيش وجزء من القضاء)، وتكرر معها الشيء نفسه حين أصبح التهديد خارجيا.
ثالث دروس التجربة التركية أن هذا الحصن الديمقراطي يتطلّب بشرا يتملّكه ويدافع عنه، وهو ما حدث، من خلال تركيز التجربة الأردوغانية الفوري على إصلاح وتطوير التعليم، حيث جرى، خلال الثلاث سنوات الأولى من ترؤس أردوغان الحكومة، ربط جميع المدارس بشبكة الإنترنت، وتعميم التجهيزات الحديثة عليها، ومنح أمهات الأسر المعوزة دعما ماليا، مقابل تمكين الأطفال من التعليم.
وختم مسكين مقاله بأن الرهان ينبغي أن يكون على البناء الداخلي قبل التطلّع إلى أي صعود خارجي،لأن فالتحالفات والاصطفافات الإقليمية والقارية والدولية، مهما كانت قوية وعبقرية، فإنها لا تكفي لتخليص الأوطان من القيود التي تحول دون تقدمها.
وضرب مثلا بتركيا التي ظلّت، على مدى 80 عاما، ابنا مدللا للغرب، وعضوا في حلف شمال الأطلسي، لكنها لم ترفع رأسها إلا حين قرّرت الاعتماد على قدراتها الذاتية، وشرعت في تعزيز هذه القدرات بالتعليم والانفتاح والديمقراطية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!