ترك برس
"مايا" (8 سنوات)، طفلة سورية سرقت الحياة منها قدميها، إثر ولادتها بتشوهات؛ فلم تجد سوى الأواني المنزلية البلاستيكية الفارغة لتعينها على المشي، في ظل فقر تعيشه مع عائلتها في أحد مخيمات النزوح شمالي سوريا.
نزحت "مايا" وعائلتها المؤلفة من أب معاق مبتور الساقين كابنته أيضا، وأم وستة أبناء من منزلهم في ريف حلب الجنوبي؛ بسبب قصف النظام السوري لبلدتهم، حيث لجؤوا إلى مخيم القنيطرات في ريف إدلب.
لم تكن حياة "مايا" عادية بالمرة، فطقوسها مختلفة عن الفتيات في عمرها. تصحو صباحًا ترفع بنطالها حتى ترى قدميها المبتورتين، ثم تزحف وهي جالسة حتى باب الخيمة، وفق تقرير أعدّته وكالة الأناضول التركية.
تنظر إلى قدميها وكأنها تلومهما، ثم تمسك بقطعتين من الأواني البلاستيكية تم تنجيدهما بالخيش، وترتديهما كما يُرتدى الحذاء وتخرج بهما.
وقالت الأناضول إنها وصلت الأسبوع الماضي إلى الطفلة "مايا" وأسرتها بالمخيم، التي ناشدت الجهات المختصة مساعدتها في تركيب أطراف اصطناعية، لتتمكن من المشي.
وعقب ذلك تكفل الأخصائي التركي في تركيب الأطراف الصناعية "محمد زكي تشولجو"، المقيم في إسطنبول، بتركيب الساقين، فيما تولى الهلال الأحمر مهمة نقلها.
والد الطفلة "علي مرعي"، عبّر عن حزنه إزاء عدم قدرة ابنته على المشي. وأوضح أنه حاول مرارًا التوصل إلى حلول لمعالجة ابنته وتحسين حياتها، غير أن الحرب المستمرة في بلاده وقفت عائقًا أمامه.
وقال: "ليس بوسع ابنتي القيام بأي شيء دون مساعدة، ووضعها الحالي يشعرني بالحزن، أريد رؤيتها تذهب إلى المدرسة العيش بشكل طبيعي". كما أعرب عن شكره للهلال الأحمر، ولتركيا شعبًا وحكومة.
واحتلت تركيا المركز الأول على مستوى العالم من حيث حجم مساهمتها بالأعمال الخيرية في عام 2017، حيث أنفقت نحو 8.1 مليار دولار على المساعدات الإنسانية، وفق تقرير تقرير "المساعدات الإنسانية العالمية" لعام 2018، الذي نشرته منظمة "مبادرات التنمية" (Development Initiatives) الدولية، على موقعها الرسمي.
وبحسب التقرير، ساهمت تركيا، في 2017، بنحو 30% من المساعدات الإنسانية الدولية البالغ قيمتها 27.3 مليار دولار، لتحتل بذلك المركز الأول عالميا، تليها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا بـ 6.68 مليار دولار، و2.98 مليار دولار و2.52 مليار دولار، على التوالي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!