ترك برس
قالت دراسة إسرائيلية صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي، إن فوز القوى القومية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية سينعكس على السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا والعراق، وعلى علاقات تركيا مع القوى الإقليمية والعالمية، وإن الرئيس أردوغان متمسك بنهج التحدي تجاه إسرائيل، ولذلك من المتوقع استمرار عداء أنقرة تجاه إسرائيل.
وأشارت الدراسة إلى أن فوز الرئيس أردوغان في الجولة الأولى يدل على قبول غالبية الشعب التركي للتغيرات التي اختارها في الدفع نحو نظام الحكم الرئاسي، وأن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في الوقت نفسه شجع بعض الناخبين على التصويت.
وقدمت الدراسة عدة أسباب لارتفاع الأصوات التي حصلت عليها الأحزاب القومية (الحركة القومية والحزب الصالح) مقارنة بالانتخابات السابقة، منها أن بعض ناخبي العدالة والتنمية أرادوا التعبير عن خيبة أملهم من الوضع الاقتصادي فصوتوا لصالح أردوغان في الرئاسة واختاروا التصويت لحزب الحركة القومية تصويتا احتجاجيا.
وأضافت أن التقديرات أن الجيل الشاب، وخاصة الناخبين الذين يصوتون للمرة الأولى، هم أكثر قومية، علاوة على تصاعد المشاعر القومية لدى الشعب التركي كرد فعل على تعزيز الشعور القومي في أعقاب الربيع العربي.
ورأت الدراسة أن تعزيز القوى القومية ستكون له أهمية كبرى في السياق الكردي، حيث يتوقع أن يكون القوميون المعارضين الرئيسيين لاستئناف عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني. كما سيكون لتعزيز القوى القومية انعكاسات كبيرة على سياسة تركيا الخارجية تجاه سوريا والعراق، وعلى علاقاتها بالقوى الإقليمية والعالمية.
وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة رأت الدراسة أن أهم القضايا الخلافية محل النقاش حاليا هي القيود التي يحاول الكونغرس تمريرها لمنع تزويد تركيا بطائرات F35، وكذلك احتمال فرض عقوبات أميركية في أعقاب الصفقة التركية – الروسية لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية S400، علاوة على طلب تركيا تسليم فتح الله غولن.
ورجحت الدراسة ألا يسمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على تركيا، وأنه سيوافق على تسليمها المقاتلات الأمريكية.
ووفقا للدراسة فإن تعزز القوى القومية لا يبشر بالخير لعلاقات تركيا مع بعض دول الاتحاد الأوروبي، خاصة مع ألمانيا وفرنسا، حيث من المتوقع أن يؤدي الموقف التركي المتصلب حول القضية الكردية إلى مزيد من التوترات.
وفي المقابل توقعت الدراسة أن يستمر التقارب بين تركيا وبريطانيا الذي حدث منذ بدء عملية "بريكسيت"(خروج تركيا من الاتحاد الأوروبي)، وعبر عن هذا التقارب في زيارة أردوغان لبريطانيا في مايو/ أيار الماضي.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، قالت الدراسة إن الشعب التركي كان موحدا في توجيه النقد لإسرائيل خلال أزمة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والصراع وتصاعد المواجهة بين إسرائيل وحماس في غزة.
وتابعت أن توجه القوميين الأتراك الذين باتوا جزءا من الحكم نحو "السير بمفردهم" دون الانسحاب من حلف الناتو بسبب شكوكهم في الولايات المتحدة وروسيا، يمكن أن يسهم إلى حد ما في موقف تركي براغماتي تجاه إسرائيل، ولكن الرئيس أردوغان واثق من نهجه المتحدي تجاه إسرائيل، ومن ثم يتوقع استمرار عداء أنقرة لإسرائيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!