ترك برس
قال الباحث الإسرائيلي، يفجيني كلاوفر، إن مشروع خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي عبر الأناضول "تاناب" والذي ينقل الغاز الأذري إلى تركيا ومنها إلى أوروبا يشكل تهديدًا كبيرًا لروسيا التي تزود أوروبا ينجو 30 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ويجعل تركيا تتحكم في إمدادات القارة الأوروبية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن مشروع تاناب الذي افتتح الشهر الماضي يربط أوروبا بحقل غاز شاه دنيز على شاطئ بحر قزوين في أذربيجان، ويحمل أهمية جيوسياسية كبيرة، لأنه يقلل الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، وقد يوجه ضربة قاسية لاقتصاد روسيا الذي لا يستطيع التعافي من العقوبات الغربية.
وأضاف كلاوفر في مقاله بموقع أراب سينسور، أن المشروع سيجعل من تركيا مركزا للطاقة في المنطقة يسمح لها بالسيطرة على حركة الغاز إلى أوروبا.ولذلك لم يكن من المستغرب أن يطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المشروع "طريق الحرير للطاقة".
ولفت إلى أن افتتاح المشروع الذي جاء في ذروة الحملات الانتخابية التركية مكن أردوغان من أن يقدم لناخبيه إنجازا سياسيا هائلا، حيث أقنتع المشروع كثيرا من الأتراك بالتصويت من جديد لصالح الرئيس التركي.
الأوروبيون والأمريكيون يحبون المشروع
وذكر كلاوفر أن المحللين يعدون تاناب واحدا من أكثر المشاريع طموحا في السنوات القليلة الماضية ، ومع اكتماله بحلول عام 2020 فإنه قد لا يغير سوق الطاقة الأوروبية فحسب، بل أيضا الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط بأكمله.
وأردف أنه ليس من قبيل الصدفة إذن أن حضر الافتتاح رؤساءُ دول ووزراء ومسؤولين كبار في شركات الطاقة. كما حظي المشروع بدعم وتأييد خاص من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأشاد به نائب رئيس المفوضية الأوروبية، ماروس سيفكوفيتش، وقال إنه سيحسن أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي. كما أشادت به ساندرا أودكيرك، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية، وقالت إنه سيكون مربحا لتركيا وأوروبا وأذربيجان.
وشرح كلاوفر أن الولايات المتحدة تدعم المشروع لأنها تريد تقليص نفوذ روسيا في أوروبا، وتشجيع المشاريع التي من شأنها تجاوز روسيا والحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب ترغب من خلال المشروع في تحقيق التوازن مع روسيا.
وأضاف أن حضور الرئيس الأوكراني، بيترو بورشينكو، افتتاح المشروع يوضح أنه ذو أهمية سياسية كبيرة، بالإضافة إلى أهميته الاقتصادية، حيث إن الأوكرانيين يبحثون أيضا عن مصادر بديلة للغاز الروسي. وقال الرئيس بوروشنكو إن أوكرانيا تخطط للانضمام إلى تاناب في المستقبل القريب، وإن هناك خططا بالفعل لمد المشروع إلى أوكرانيا عبر بلغاريا ورومانيا.
الرد الروسي
وتطرق كلاوفر إلى رد فعل الروسي على تاناب، وقال إن المشروع أثار غضب الروس الذين وقّعوا مع تركيا في عام 2014 اتفاقا لبناء خط أنابيب السيل التركي "تورك ستريم" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، وهي الاتفاقية التي جاءت بعد تجميد مشروع السيل الجنوبي لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر البحر الأسود، بسبب معارضة الاتحاد الأوروبي.
وجاء الرد الروسي على افتتاح تاناب بتصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن روسيا تأمل في منافسة عادلة بين أذربيجان وتركيا وروسيا.
وذكر الباحث الإسرائيلي أن الروس يعرفون دائما الضغط على تركيا من خلال دعم الميليشيات الكردية الانفصالية، وقد فهم الأتراك هذا الأمر بشكل جيد وعملوا على تحييد ورقة المساومة الروسية من خلال منع إنشاء منطقة كردية مستقلة في شمال سوريا، وهي منطقة من المرجح أن تزيد من التطلعات الانفصالية للأكراد في تركيا.
وختم كلاوفر مقاله بأن تركيا إذا نأت بنفسها عن روسيا، وتراجعت عن مشروع السيل التركي، فيمكن للروس أن يعاودوا من جديد تقديم دعمهم للجماعات الكردية من أجل الضغط على تركيا، وخاصة أن الأكراد ما يزالون حلفاء للروس في الحرب على داعش في سوريا والعراق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!