مجاهد الصوابي - خاص ترك برس
بعد أن أقسم الرئيس أردوغان قسم تولي الرئاسة للمرة الأولى في النظام الرئاسي الذي تشهده تركيا اليوم لأول مرة منذ تأسيسها الأول في عشرينيات القرن الماضي والإعلان عن التغلب على الإجراءات البيروقراطية التي تعوق مسيرة تركيا نحو العالمية ونحو المشاريع العملاقة التي بدأها حزب العدالة والتنمية ولفتح أبواب تركيا على مصراعيها أمام الاستثمارات العالمية الضخمة ووجود مستقبل واعد ينتظر تركيا.
في ظل هذه الأجواء الاحتفالية والإيجابية التي تعيشها تركيا اليوم مع انطلاق النظام الرئاسي بفوز الرئيس أردوغان لا شك أن الجاليات العربية لها مطالب تتمنى أن تنجز في العهد الرئاسي الأول الحالي إذ تريد الإسراع بدمجها بالمجتمع التركي وتيسير حصولها على الخدمات الصحية والتعليمية بزيادة المنح لأبنائها، وتيسير إجراءات الحصول على الإقامات السياحية وتدشين جمعيات المجتمع المدني وكذلك الحصول على الجنسية، إلى جانب توفير خطط استثمارية وإتاحة الفرص لمزيد من التعاون الاقتصادي والاستثماري لرجال الأعمال العرب.
وفي هذا التحقيق نطّلع على آراء وأمنيات شريحة من رموز الجاليات العربية المقيمة في تركيا..
بداية يؤكد د إبراهيم بوعزي الإعلامي والأكاديمي التونسي، أنه بعد فوز مرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان برئاسة البلاد في ضوء التعديلات الدستورية الأخيرة التي تعطي صلاحيات أوسع لرئيس الجمهورية، تتطلع الجاليات العربية المقيمة في تركيا إلى الكثير من المكتسبات وعلى رأسها الاستقرار الآمن والدائم.
وأضاف أنه في الحملة الانتخابية طالما لوحت ميرال آقشنار مرشحة الحزب الجيد، بأنها إن فازت بالرئاسة ستعمد إلى ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد تطبيع علاقات أنقرة بنظام الأسد الذي قتل مئات الآلاف وهجّر الملايين من السوريين، وكذلك تعهد محرم إينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري للناخبين بذلك؛ ولكن بعد خسارتهما وفوز أردوغان استبشر اللاجئون السوريون والجاليات العربية عموماً وباتوا يشعرون بأمان أكثر في هذا البلد الذي يستضيف مئات الآلاف من الباحثين عن الأمان الذي فقدوه في مصر واليمن وليبيا ناهيك عن السوريين.
غير أن إجراءات الإقامة السياحية التي كان يتم تجديدها بشكل سلس طيلة سبع سنوات، باتت اليوم أصعب، ولذلك فإن أهم ما تريده الجاليات العربية من أردوغان في ظل النظام الجديد بعيدا عن قيود البيروقراطية القديمة هو إصدار قرارات رئاسية في حكم القوانين تتيح للمقيم تجديد إقامته بسلاسة وتسمح لغير المقيم بالحصول على الإقامة بشكل أسهل وأقل تعقيداً.
إضافة إلى الإقامة فثمة قسم كبير من الجاليات العربية جاء برؤوس أمواله ليستثمرها في تركيا، لكن الإجراءات المعقدة حالت دون ذلك فبات ينفق من رأس المال من دون أن ينمّيه، ولذلك تنتظر هذه الشريحة في الفترة القادمة تيسير إجراءات فتح الحسابات المصرفية للأجانب المقيمين وغير المقيمين، وإجراءات إنشاء الشركات والاستثمار في مختلف المجالات والقطاعات.
وأوضح بوعزي، أن ”العام الماضي شهد حركة تجنيس مكثفة للاجئين السوريين من ذوي الكفاءات والشهادات العليا والخبرات المختلفة، ولكن الأمر اقتصر على الجالية السورية، لذلك تتطلع بقية الجنسيات العربية المقيمة في تركيا إلى توسيع ذلك الاستثناء ليشملهم هم أيضاً خصوصاً وأن فيهم من يعيش في تركيا منذ أكثر من عشرين عاماً وتخرج في الجامعات التركية ويتقن اللغة التركية أكثر من بعض اللاجئين السوريين“.
من جهته أكد ياسر الشيخ رئيس الجالية اليمنية بإسطنبول، أن ”أهم مطالبنا هو تيسير سبل دمج وإشراك الجاليات العربية في المجتمع التركي بتسهيل الحصول على الإقامات والجنسيات؛ خاصة وأن الجالية اليمنية في تركيا معظمها من النخبة من رجال أعمال وإعلاميين وأكاديميين فهم فاعلون ويشكلون إضافة نوعية كأرقام تساهم في تنمية تركيا.
وأضاف أن اليمني بطبيعته مهاجر وإنسان صالح وسوي فالجامعات التركية تشهد أن الطلاب اليمنيين متفوقون في جميع التخصصات والإعلاميين فاعلون بإيجابية مع جميع القضايا التركية الوطنية ورجال الأعمال اليمنيين محبون لتركيا ويطمحون للاستقرار الدائم إذا ما تيسرت لهم الإقامة الدائمة والمساواة بالمواطنين الأتراك من حيث القوانين والتسهيلات.
وأوضح أن ”اليمني في أوروبا فاعل ووصل إلى مناصب هامة وساهم بفاعلية واهتمام وحب ورغبة في التنمية، كذلك في أمريكا وكندا وماليزيا وإندونسيا ولدينا شواهد كثيرة، أما في تركيا فلدينا خلاصة من المجتمع الفاعل في اليمن لديهم انتماء حقيقي لتركيا وحب لهذه الدولة الشابة الناهضة ويتمنى أن تكون له لمسة في المساهمة للوصول إلى رؤية تركيا العظيمة“.
ومن جهته يرى نعيم العيسى الإعلامي الليبي أن المواطن العربي اليوم يلجأ إلى تركيا رغبة في الأمن والاستقرار على صعيد الفرد أو الأسرة، سواء وأن تركيا أضحت اليوم وجهة للضعفاء من مهجري الحروب والهاربين من تسلط الأنظمة القمعية والدكتاتورية في الدول العربية.
وأضاف العيسى، أن المواطن العربي في تركيا يدرك جيدا ما يبغيه من استقرار وأمن وأمان فقده في موطنه الذي تركه؛ وبالتالي يُظهر حرصه على الاكتفاء بذاته وشق سبيل رزقه… واستمرار الرئيس أردوغان اليوم يُعطي طمأنة ودفعة إيجابية للاجئ العربي وكل ما يطمح إليه هو مزيد من التسهيل في الإجراءات القانونية للإقامة وتنظيم سير حياته الطبيعية في تركيا دون تعقيد في أية إجراءات قانونية تفصل في استمرار بقائه بتركيا من عدمه.
وشدد على أن ما يأمله اللاجئ العربي اليوم في تركيا هو تسهيل كافة الإجراءات التي تساهم في دمجه بالمجتمع التركي، لتمكينه من المساهمة في عجلة البناء والتقدم في تركيا.
في حين يؤكد نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة المصري قطب العربي على أن الجاليات العربية تريد إلى جانب التيسير في الخدمات الحكومية التركية لصالحها وصالح أسرها في الإقامات السياحية وتمديدها لعامين أو أكثر، تريد أن تشملها خدمات التأمين الصحي الحقيقية مثل المواطنين الأتراك، إلى جانب منحها فرصا أفضل في الوظائف وبالذات الحكومية.
وأضاف، بالنسبة للصحفيين والإعلاميين ”نتمنى أن تتاح فرص العمل في المؤسسات الإعلامية التركية بدون قيود بيروقراطية ومعاملة الإعلاميين العرب معاملة زملائهم الأتراك في التسهيلات والامتيازات“.
ومن جهته أكد صابر أبو الفتوح عضو برلمان ثورة 25 يناير المصري، على تهنئه للسيد الرئيس رجب طيب أردوغان للفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ "بالرغم من الهجمة الشرسة التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية وما واجهه من تحديات خطيره فى الفتره الأخيرة، وتآمُر دول أوروبية وعربية ضده اقتصاديا وسياسيا للتأثير على الانتخابات وشعبيه الرئيس؛ إلا أن قادة حزب العدالة والتنمية أداروا المرحله السياسية بحنكة بالغة واقتدار“.
وأضاف أن آمال كافة الجاليات العربية لا زالت معلقة على فوز الرئيس أردوغان وتحالف حزب العداله والتنمية لإدارة تركيا فى هذه المرحله الحرجة التي تمر بها الجاليات العربية، والجميع يتطلع إلى مرحله أكثر انفتاحا فى كافه المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى أنه ”على الصعيد الإقتصادي يأمل رجال أعمال الجاليات العربية أن تكون هناك خريطة اقتصادية واستثمارية واضحة أمام رجال الأعمال تسهم فى ضخ الاستثمارات العربية لتعود بالفائدة على الجانبين، كما يأملون في شراكة (عربية - تركية) مع جمعيات رجال الأعمال الأتراك بحزمة من حوافز الاستثمار.“
”وعلى الصعيد الاجتماعي تتطلع الجاليات العربية فى تركيا إلى مزيد من الاندماج بمؤسسات المجتمع المدني التركي مع العربي لخدمة الجاليات العربية، كما تأمل فى وجود تسهيلات لبعض المشكلات التي تعاني منها الجاليات العربية فى مجال التعليم والصحة والإقامات.“
”كما تتطلع الجاليات في مجال التعليم إلى زيادة أعداد المقبولين فى المنح الدراسية في الجامعات التركية الحكومية من المصريين، وإلى خفض قيمة رسوم الجامعات،“
”كما تتمنى توفير فرص عمل للمدرسين المصريين فى المدارس التركية خاصة معلمي اللغة العربية،“
”وفتح المجال للأكاديميين للعمل في الجامعات التركية،“
”وفي مجال الصحة تأمل الجاليات العربية فتح المستشفيات التركية لاستقبال المرضى من أبنائهم خاصة الحالات الحرجة والطارئة،“
”وعمل بروتوكول مع أحد المستشفيات لاستخراج التأمين الصحي على أن يتمتع المشترك بخدمة علاجية شاملة دون إضافه أعباء،“
”وعلى المستوى الاجتماعي يعاني كثير من أبناء الجاليات العربيه خاصة المصريين من تعنت القنصلية المصرية في استخراج جوازت السفر المنتهية أو المفقودة وبالتالي يصعب على عدد كبير التحرك خارج تركيا للبحث عن العمل، كما يصعب عليهم الإقامة القانونية إلا من خلال استثناء تصدره إداره الجوازات والهجرة“.
”وبالتالي فمطلب الجاليات العربية هو إسباغ الهوية التركية على هؤلاء المظلومين المحبين لتركيا وشعبها“.
وقال النائب أبو الفتوح، ”في النهاية نتمنى بكل الحب الاستقرار لتركيا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ومزيد من الازدهار في ظل نظام حكم رئاسي جديد من حسن الطالع أن يكون بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان“.
ويؤكد زهير عطوف الباحث والمحلل السياسي المغربي أنه يسعده أن تقوي تركيا علاقاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية بدول العربية عامة والمغرب العربي خاصة باعتبار تركيا اليوم فاعل إقليمي قوي،
كما عبر عن أمله في توسيع نطاق الاستثمارات التركية في العالم العربي مما يقوي بقية الروابط.
”كنا نأمل تحسين وضعية الطلاب العرب في تركيا وتيسير الحصول على إذن العمل أو إقامة العرب وتقليل شروط القانونية التي تجعل توظيف 5 أتراك مقابل عربي واحد تحتاج إعادة نظر“.
كما طالب عطوف بزيادة نسبة المنح الدراسيه للطلاب العرب الذين يتوافدون بكثرة على تركيا أو يسعون للوصول إلى جامعاتها.
بينما يؤكد د.محمو صابر أخصائي للتحاليل الطبية أن الجاليات العربية تريد من الرئيس أردوغان تسهيل موضوع الحصول على الجنسيات حيث أن معظم العرب الموجودين لا سيما المصريين منهم مر علي وجودهم أربع سنوات أو خمسة ولم يحدث منهم أي مشاكل أو مخالفات، كنا أن هذه الحدود المصطنعة انتم لا تعترفون بها ولكنها فرضت عليكم وعلينا.
وأضاف أنهم يأملون في تقديم الخدمه الطبية، وتسهيل التقديم في الجامعات، وتيسير شروط تشكيل الجمعيات وإعفائها من الضرائب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!