ترك برس
رأى محللون سياسيون أتراك أن حلف الناتو يريد استخدام الأراضي التركية لتطويق إيران والضغط عليها، وليس حماية حدود تركيا الجنوبية، كما ورد في بيان الحلف.
وصدرعن قمة حلف شمال الأطلسي الناتو، التي اختتمت يوم الأربعاء الماضي في العاصمة البلجيكية، "إعلان بروكسل" الذي تضمن مواقف وسياسات الحلف تجاه مختلف مناطق العالم والقضايا العالمية.
وتضمن الإعلان ملامح استراتيجية جديدة للحلف تجاه "الجنوب" أي دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتعهد الحلف في استراتيجيته الجديدة بمحاربة الإرهاب في المنطقة ودعمه وتمويله، وأدان إيران ودعمها للجماعات الإرهابية وأنشطتها، التي تقوض أمن واستقرار المنطقة.
وجاء في الإعلان أن الحلف يتعهد بحماية الحدود الجنوبية لتركيا، وأنه سيواصل رصد وتقييم تهديد الصواريخ البالستية التي تطلق من سوريا وأن إجراءات ضمان مخصصة لتركيا للرد على للتحديات الأمنية المتزايدة من الجنوب سوف تنفذ بالكامل، لأنها تساهم في أمن التحالف ككل.
وفي مقابلة مع إذاعة سبوتنيك، انتقد حسن أونال، خبير العلاقات الخارجية في جامعة أتيليم في أنقرة، فكرة التهديد الغامضة الواردة في الإعلان، مشيرا إلى أن التهديد الرئيسي الذي تتعرض له تركيا يأتي من ميليشيا حماية الشعب الكردي، ومن يدعمونها في الولايات المتحدة.
وقال أونال إن "جنوب تركيا لا يتعرض لتهديد من جيش النظام السوري، لأن الصواريخ التي تم إطلاقها على الاراضي التركية من سوريا جاءت من مناطق يسيطر عليها داعش أو مسلحون من حزب العمال الكردستاني حتى قبل بدء عملية غصن الزيتون في عفرين. وهذا يعني أن أكبر تهديد لتركيا في الجنوب يأتي من الوحدات الكردية ومن مؤيديهم الأمريكيين".
وأضاف أن على تركيا أن ترفض هذا الوصف الغامض للتهديد الوراد في إعلان قمة الناتو، لأن تركيا ستجد نفسها في حالة الموافقة على هذه الإعلان في موقف يفرض عليها دعم خطط الناتو لتطويق إيران والضغط عليها.
من جانبه رأى جاهيت أرماغان ديليك، أستاذ العلوم السياسية ورئيس جامعة يوز يل، أن إرسال وحدة عسكرية تابعة للناتو إلى جنوب تركيا يهدف إلى محاصرة إيران باستخدام الأراضي التركية.
وقال ديليك: "قد نرى في المستقبل انتشار قوات الناتو على طول حدودنا الجنوبية مع سوريا، ولكن يبدو أن حلف الناتو وتركيا ينظران بشكل مختلف إلى ما يدور حوله التهديد الإرهابي، لأن هذا التهديد كما وصف في إعلان الناتو قد يتحول إلى تهديد إيراني".
وأضاف أن قوة مهام الرد السريع التي يعتزم حلف شمال الأطلسي نشرها، ستكون مهمتها في الظاهر ضمان أمن تركيا في الجنوب، لكنها قد تستهدف إيران بالفعل.
ولفت المحلل التركي إلى أن حلف الناتو يمكنه من أجل تعزيز مواقعه في المنطقة، نشر قواته شرق نهر الفرات واستخدامها كحاجز بين تركيا ووحدات حماية الشعب.
وأردف أنه مع تمركز بعض قوات الناتو غرب الفرات في داخل تركيا، واستعداد جيش النظام السوري للتقدم إلى محافظة إدلب في شهر آب/ أغسطس، فقد يتحرك الجهاديون في داخل سوريا نحو تركيا وعفرين، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في المنطقة. وفي هذه الحالة، من المرجح أن يقدم الناتو الدعم لتركيا.
ووفقا لديليك، فإنه يجب أن يوضع في الحسبان إمكانية استخدام قوات الناتو المنتشرة داخل تركيا ضد إيران. وقال: "إن على تركيا أن تأخذ وقتها قبل أن توافق على السماح للقوات الأجنبية بالدخول، لأننا لا نملك على الإطلاق أي فكرة عن موعد خروج هذه القوات".
ولفت إلى القوات البحرية التابعة للناتو المنتشرة في بحر إيجه كجزء من الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول اللاجئين من أجل وقف تدفق اللاجئين السوريين الفارين إلى أوروبا.
وقال: "إذا أضفنا إلى تلك القوة البحرية قوات برية تابعة لحلف الناتو ، فقد نواجه في النهاية مشاكل في إعادتهم. لدينا وضع مماثل مع قاعدة انجرليك. ولكن هذه المرة قد يكون هناك المزيد من القوات الأجنبية المتمركزة على أراضينا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!