ترك برس
في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن توجيه ضربة عسكرية غربية إلى قوات النظام السوري، ردا على الهجوم الكيماوي في دوما، تتوجه الأنظار لمعرفة موقف أنقرة وهل ستسمح باستخدام أراضيها أو القواعد الجوية في توجيه الضربة.
وصرح مسؤول حكومي تركي لموقع ميدل إيست آي البريطاني، بأنه لا يوجد احتمال بأن تسمح تركيا للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية أو أراضيها لشن أي هجوم يستهدف القوات الروسية في سوريا.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الاعلام "حتى الآن لم يكن هناك نقاش حول مشاركة تركيا والولايات المتحدة في أي تعاون عسكري اضافي في أي مجال، بعيدا عن التعاون المستمر بين البلدين كحلفاء".
وقال مصدر آخرعلى صلة وثيقة بالحكومة التركية للموقع البريطاني، إن تركيا تحتفظ بكل الخيارات فيما يتعلق بالمشاركة في العملية العسكرية من عدمها، مشيرا إلى أن السيناريو الأفضل الذي تعمل عليه أنقرة هو توجيه ضربة أمريكية تؤدي إلى إزالة الأسد من السلطة، مع الإبقاء على وضع روسيا في سوريا.
وأضاف المصدر أن أنقرة تنتظر معرفة الرسالة التي سيحملها جينس ستولتنبرغ ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، خلال زيارته للعاصمة التركية في 16 نيسان/ أبريل.
وأشار المصدر إلى إن توجيه ضربة للنظام السوري إذا تحولت إلى مسألة داخل إطار حلف الناتو، فسيكون على أنقرة اتخاذ قرار صعب. ولكن يمكن لتركيا إن ترفض بسهولة المشاركة في توجيه الضربة إذا بقيت في إطار الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فقط.
تركيا حليف جيوسياسي مهم
وقال محللون أتراك للموقع البريطاني،إن فرص حدوث صدام بين الولايات المتحدة وروسيا كانت ضئيلة، ولكن احتمالات الصدام وضعت أهمية تركيا الجيوسياسية الاستراتيجية في دائرة الضوء.
واستبعد منصور أكغون، رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة كولتور بإسطنبول، إمكانية السماح باستخدام القواعد الجوية التركية أو المنشآت العسكرية الأخرى في أي هجوم أميركي محتمل يستهدف القوات الروسية.
وقال أكغون: "إن التفويض الممنوح للتحالف الدولي في سوريا باستخدام القواعد التركية لا يسمح سوى باستهداف الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة، ولا يسمح بالهجوم على قوات الأسد. ولذلك فمن المستبعد أن تسمح تركيا باستخدام منشآتها ضد القوات الروسية".
وأضاف أنه إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى بناء تحالف غير معترف به من قبل الأمم المتحدة بشأن سوريا ، فإن موقف تركيا سيعتمد بالكامل على مدى شرعية أهدافها.
من جانبه قال المحلل السياسي، علي فائق دمير، من قسم العلاقات الدولية في جامعة غلطة سراي في إسطنبول، إن تركيا ليست مجبرة على الانحياز لطرف من الأطراف ولن يتم دفعها إلى أي منهما.
وأضاف دمير أن الولايات المتحدة لن تحاول الضغط على تركيا للسماح لها باستخدام قواعدها. وتعلم أنها ستخاطر بخسارة تركيا تماما إذا حاولت ذلك، معربا عن اعتقاده أن الوضع الحالي لن يتصاعد إلى مستويات حرب الخليج."
وأوضح أن لدى الولايات المتحدة كثير من الخيارات في منطقة البحر المتوسط لإطلاق الصواريخ، ولذلك فهي لا تحتاج إلى تسهيلات تركية لذلك.
وحدات حماية الشعب والأسد مسألتان مختلفتان
ويرى أكغون أن التصعيد المفاجئ في التهديدات بين واشنطن وموسكو يعني أن تركيا لم تعد بحاجة للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن وحدات حماية الشعب. وقال: "ربما يدرك الأمريكيون الآن أن وجود تركيا كحليف هو أكثر أهمية من وجود وحدات حماية الشعب كحليف. تركيا لا تحتاج إلى التفاوض حول هذا الأمر وإخبارهم به".
ووفقاً لديمير، فإن التوترات الحالية حول سوريا ليست سوى جولة أخرى يحاول فيها كل لاعب تقوية موقفه. ولا يرى المحلل التركي أي تناقض في استخدام تركيا لورقة وحدات حماية الشعب في الوقت الذي تدعم فيه تحركات الولايات المتحدة ضد الأسد.
وقال إن تركيا ستسعى إلى جعل الولايات المتحدة تتراجع عن موقفها من وحدات حماية الشعب. لكن هذا لا يمنع تركيا من دعم واشنطن إذا قررت الأخيرة دعم جماعات المعارضة للأسد، وهو ما يجري طرحه في الوقت الراهن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!