ترك برس
دعت وسائل إعلام إسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات قاسية ضد تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، على خلفية الانتقادات التي وجهها الأخير للنخبة الحاكمة بسبب سن "الكنيست" قانون "القومية" العنصري.
وأقر الكنيست، قبل أيام، بصورة نهائية وبأغلبية 62 عضوا مقابل 55 وامتناع 2 عن التصويت، القانون الذي ينص على أن "دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي".
وينص القانون على أن "حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط"، وأن "القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل"، وأن "العبرية هي لغة الدولة الرسمية"، وهو ما يعني أن اللغة العربية فقدت مكانتها لغة رسمية.
ويشير القانون إلى أن "الدولة تعمل على تشجيع الاستيطان اليهودي" في الضفة الغربية.
وانتقد الرئيس أردوغان القانون، مشددًا أنه يثبت أن "روح هتلر (الزعيم النازي الألماني) الذي قاد العالم إلى كارثة تنبعث مجددا بين بعض قيادي إسرائيل" وأن "إسرائيل هي الدولة الأكثر صهيونية وفاشية وعنصرية في العالم".
صحيفة "يسرائيل هيوم"، الأوسع انتشاراً في إسرائيل، وصفت أردوغان بأنه "معاد للسامية" لأنه وصف إسرائيل بـ"الدولة الفاشية العنصرية"، مدعية أن الرئيس التركي قد جعل "معاداة السامية" عقيدة تحتكم إليها الدولة التركية.
وزعمت الصحيفة، التي تعد بوقاً لديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ أنه طالما ظل أردوغان وحزب "العدالة والتنمية" على رأس الحكم في أنقرة فإن تركيا "ستظل دولة معادية للسامية"، حسب صحيفة العربي الجديد.
واعتبرت الصحيفة، في مقال لمعلقها إلداد باك، أن إسرائيل الرسمية مطالبة بالعمل الفوري على تغيير أنماط التعاطي مع تركيا تحت حكم أردوغان والشروع في حملة دبلوماسية لإقناع العالم بعزل أنقرة ومقاطعة رئيسها.
وعلى الرغم من أن الصحيفة تقر بأن الاعتبارات الجيوإستراتيجية تلزم الولايات المتحدة الأميركية بالتعاطي بحساسية مع تركيا، إلا أنها توصي دوائر الحكم في تل ابيب بالعمل على إقناع ممثلي الحزبين "الجمهوري" و"الديموقراطي" في مجلس الشيوخ الأميركي بفرض عقوبات "مؤلمة" على تركيا.
وحثت الصحيفة الحكومة الإسرائيلية على الاعتراف بـ"إبادة الشعب الأرمني" على يد تركيا، محذرة من خطورة مراعاة الاعتبارات الاقتصادية في العلاقة مع أنقرة، على اعتبار أن هذا السلوك "يشجع" أردوغان على مواصلة استفزازاته.
ونشرت الصحيفة ذاتها مقالاً آخر للمعلق نداف شرغاي، الذي قال إن أكثر ما أثار حفيظة أردوغان في قانون "القومية" هو تأكيده على أن إسرائيل هي "صاحبة السيادة في القدس والمسجد الأقصى".
وأضاف: "مشكلة إسرائيل تكمن في أنها تتعاطى مع أردوغان كظاهرة يمكن أن تختفي، في حين أنه كلما تواصل حكمه، كلما تشربت المزيد من قطاعات الشعب التركي كراهية إسرائيل".
وحسب شرغاي، فإن الكثير من الأتراك باتوا يؤيدون حركة "حماس" ويرون فيها حركة مقاومة مشروعة، ويدافعون عن زعيم الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية، الشيخ رائد صلاح، على الرغم من دوره في التحريض على إسرائيل وعمله على نزع الشرعية عنها.
على الرغم من أن المعلق الإسرائيلي يجزم بأنه من المستحيل إجبار أردوغان على تغيير مواقفه من إسرائيل، إلا أنه يطالب في الوقت ذاته بمحاولة ردعه، مشدداً على أنه يتوجب أولاً سن تشريع قانون يقلص من قدرة تركيا على تحويل الأموال إلى القدس الشرقية والتي تستخدمها أنقرة في تعزيز الطابع الإسلامي للمدينة.
ودعا إلى استخدام "طرائق إبداعية" لمواجهة السياحة الدينية التركية إلى القدس التي يحث عليها أردوغان، داعياً إلى عدم التردد في رفع دعاوى ضده أمام محكمة الجنايات الدولية.
من ناحيتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن المستويات الرسمية في تل أبيب قررت الرد "باعتدال" على انتقادات أردوغان خشية التسبب في تدهور العلاقات مع أنقرة.
ولفتت الصحيفة في تقرير، إلى أن نتنياهو حرص على صياغة رد "مقتضب وحذر" على تصريحات أردوغان من منطلق الرغبة في عدم التسبب في تدهور العلاقات.
وكشفت الصحيفة أن مجلس الأمن القومي التابع لديوان نتنياهو أعد، أخيراً، تصوراً شاملاً حول كيفية التعاطي مع تركيا أوصى فيه بالرد بقوة على أية استفزازات جديدة لأردوغان.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس حث على توجيه ضربة "موجعة" لإردوغان من خلال فرض قيود على المنظمة الإغاثية التركية التي تقدم مساعدات للفلسطينيين والمعروفة بـ"تيكا".
وأضافت الصحيفة أن "تيكا" تتولى في الوقت ذاته تنفيذ معظم الأنشطة التركية الهادفة إلى تعزيز الطابع الإسلامي للقدس الشرقية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!