ترك برس
طرحت الأزمة المتصاعدة بين واشنطن وأنقرة بعد فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على وزيرين تركيين، تساؤلات حول تداعيات هذه الأزمة على منطقة الشرق الأوسط، وعلى مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وفي هذا الصدد قال مدير مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط الدكتور، هيثم مزاحم، إن السائد هو فرض عقوبات على خصم أو عدو لأمريكا وليس على حليف مثل تركيا. ولكن أسباب فرض العقوبات تعود إلى أن أمريكا بدأت بمعاملة تركيا كمعاملة الخصوم والأعداء مثل روسيا بعد مطالبتها بالافراج عن القس الأمريكي.
وأضاف مزاحم في حوار على فضائية العالم، أن السبب الثاني لفرض العقوبات هو شراء تركيا لمنظومة أس 400 وهي عضو فعال في الناتو وتهديد أمريكا بوقف بيع تركيا طائرات أف 35 وتركيا شريك وممول في الناتو.
ورأى أن خروج تركيا من حلف الناتو بات مسألة وقت، وأنها قد تتموضع في تحالف مع روسيا وإيران أكثر من أمريكا.
وحول تأثير الأزمة التركية الأمريكية على ايران، قال مزاحم إن تركيا هي رئة تتنفس منها إيران وخلال فترة العقوبات السابقة كانت إيران تستفيد من تركيا عن طريق تبادل السلع وعدم تبادل العملة الصعبة.
وتابع أن الضغوط على تركيا كانت من أجل الانخراط في العقوبات الأمريكية ضد إيران، ومن ثم فإن الأزمة التركية لا تخفف الضغط على إيران، ولكنها تتيح الفرصة للاقتصاد الإيراني كي يتنفس.
بدوره رأى الباحث والمحلل التركي، بركات قار، أن الأزمة التركية الأمريكية ليست بجديدة وكانت هناك مؤشرات بأن هذه الأزمة ستتفاقم إن لم تعالج، حيث بدأت مع محاولة الانقلاب العسكري الساقط والاتهام التركي لأمريكا بأنها وراء الانقلاب الذي قام به فتح الله غولن، واستمرت الأزمة في مجريات أخرى.
ولفت إلى أن مسألة القس الأمريكي هي مجرد غطاء، والمشكلة الرئيسية هي شراء منظومة إس 400 والتعاون مع روسيا والتعاون المستقبلي مع إيران، في حين تحاول أمريكا الحفاظ على أمن إسرائيل والاتفاق مع دول الخليج العربي لتطويق إيران.
وعن تأثير الأزمة الحالية على إيران، قال قار إن الشيء المهم هو علاقة روسيا وأمريكا، ومهما وقفت روسيا إلى جانب إيران، فإن النتيجة أن النظام سيبقى نظاما رأسماليا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!