ترك برس
زعمت وزارة الدفاع الروسية، أن مسلحين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا يستعدون لاستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين "وإلصاق ذلك بالحكومة السورية".
وبحسب وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، قالت الوزارة إن "مجموعة من المسلحين الذين تم تدريبهم تحت اشراف شركة (أوليف) العسكرية البريطانية الخاصة وصلوا إلى إدلب لتنفيذ هجمات بمواد سامة".
واتهمت وزارة الدفاع الروسية كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالتحضير لضربات عسكرية جديدة على سوريا تحت ذريعة استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية، وفق وكالة الأناضول التركية.
وقبل أيام قدمت روسيا مقترحات للسلطات التركية بشأن حل للوضع في إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا، والتي تعد آخر معاقل المعارضة السورية.
ونفت شركة "Olive Group" العسكرية البريطانية الخاصة تصريحات وزارة الدفاع الروسية بشأن تورط الشركة في الإعداد المحتمل للقيام باستفزاز باستخدام الكيميائي في سوريا.
قالت مديرة التسويق في الشركة، سوزان بينر: "إن (Olive Group) ليست متورطة (في ذلك)"، بحسب قناة "روسيا اليوم".
الكاتب الصحفي التركي عبد الله سليمان أوغلو، يرى أن روسيا تريد إنهاء ملف إدلب بأقصى سرعة ممكنة، ومن الواضح أنها تضغط على تركيا في هذا الشأن، وفق صحيفة "عربي21".
كشفت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن مقترح روسي تم عرضه على تركيا، الجمعة الماضي، لتسوية الوضع في الشمال السوري، دون الكشف عن فحوى المقترح؛ ما أثار تساؤلات عدة، حول ما تضمنه المقترح الروسي وعن خيارات تركيا للتعامل معه.
وبحسب أوغلو، فإن روسيا طلبت إنهاء ملف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) سلما أو حربا من قبل تركيا وفصائل الجيش الحر (الجبهة الوطنية للتحرير)، أو السماح لروسيا والنظام وحلفائها بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق تؤدي إلى سيطرة النظام على المنطقة، وتهجير ونزوح أكثر من 3 ملايين شخص، فضلا عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، وهذا ما لا تريده تركيا والفصائل والأهالي.
وأضاف أوغلو أن ما يهم روسيا في الشمال السوري هو الانتهاء من ملف "جبهة النصرة" وكذلك الحفاظ على مصالح تركيا، معتبرا أن "روسيا تسعى إلى خلق حالة من التوازن بين هذين المطلبين".
وبالمقابل، رأى أنه "في حال فشلت تركيا بالتعامل مع تحرير الشام، فإن روسيا قد تفتح عملية عسكرية محدودة النطاق أو واسعة"، معتقدا في الوقت ذاته أن "هناك تعاونا تركيا وروسيا لإنهاء ملف تحرير الشام".
وحول إمكانية التعاون العسكري بين أنقرة وموسكو قال الكاتب الصحفي التركي إنه "ربما يكون هناك تعاون استخباراتي وعسكري، يفضي إلى عمل مشترك ضد جبهة النصرة في إدلب".
من جهته، رأى الباحث في السياسات الدولية هشام منوّر أن "المقترح الروسي يحاول تجنيب إدلب أي عمل عسكري كبير"، موضحا أن "كلا من تركيا وروسيا حريصتان على وجود حل سلمي يجنب المدنيين أي كارثة".
وأضاف منّور أن الجانبين على اتفاق تام على ضرورة تحييد "تحرير الشام" من المشهد في الشمال السوري بشكل عام، عن طريق منح تركيا مزيد من الصلاحيات في الضغط على "تحرير الشام" لتفكيكه، مقابل تقديم ضمانات لعودة المقاتلين الأجانب من "تحرير الشام" إلى بلدانهم.
وقال منوّر إنه "للآن لا يوجد شيء ظاهر، لكن من الواضح أن روسيا وتركيا يحرصان على عدم تأزيم علاقتهما، بعمل عسكري غير مدروس، من شأنه تشتيت العلاقات الثنائية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!