سركان أوستونر – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
تشير التوقعات إلى وجود 13.2 تريليون متر مكعب مع الغاز الطبيعي، و9 ملايين متر مكعب من الغاز المسال، و3.5 مليار برميل من النفط في شرق المتوسط. هذه الكمية كافية لتسيل لعاب الدول المستغلة للعالم، وتضعها في مواجهة مع بعضها البعض.
الوضع الحالي في سوريا والعراق هو في الواقع نتيجة حرب محورها الطاقة. احتياطي الغاز الطبيعي الموجود في المتوسط أدى إلى تغيير إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة استراتيجياتها باستمرار.
خلال هذه الفترة، أرسلت روسيا إلى قاعدتها العسكرية في مدينة طرطوس السورية طائرات قاذفة وأحدث ما أنتجته من دبابات. تتمتع هذه القاعدة بأهمية محورية في السيطرة على موارد الطاقة في شرق المتوسط والمنطقة. ولا ترغب موسكو، التي تحتكر الغاز الطبيعي في العالم، بفقدان نفوذها في المنطقة.
تسعى الولايات المتحدة اليوم إلى ممارسة ضغط وفرض حصار على تركيا، وهذه المساعي متعلقة بممر الطاقة هنا. ولهذا تعمل واشنطن على محاصرة تركيا منذ عام 2013، وتبذل ما في وسعها لإضعافها.
أظهرت تركيا بوضوح أنها لا تؤمن بوجود سياسة محورها الغرب فقط في العالم، وكسرت سياسة القطب الواحد من خلال قدرتها على المناورة في السياسة الخارجية.
تحدد أنقرة استراتيجيتها اليوم تجاه إدلب من خلال التفكير أولًا بالمدنيين في المنطقة حيث تظهر بوادر مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، اللتين لا تفكران أبدًا بالملايين الثلاثة المقيمين في إدلب.
تقف روسيا وإيران والأسد في جبهة، والولايات المتحدة في الجبهة المقابلة، والطرفان لا هم لهما سوى الحصول على نصيب الأسد من احتياط الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، فضلًا عن أن إيران لها منظور طائفي أيضًا.
تريد تركيا منع وحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، من تشكيل خط يمتد إلى البحر المتوسط عن طريق إدلب. لأن وصول النفط من شمال العراق إلى الأسواق العالمية عن طريق هذا الخط يعني حصول وحدات الحماية على مورد اقتصادي كبير.
يتوجب على الولايات المتحدة السيطرة على جزء من إدلب من أجل تشكيل ممر دائم يبدأ من حدود العراق حتى المتوسط، ولهذا تحشد قواتها في المتوسط.
عند النظر إلى السيناريوهات المحتملة الآن نرى أنه لا يوجد أي تغير في أخلاقيات القوى العظمى بالعالم، فلم يكن هناك أي قيمة لأرواح الأبرياء الذين قُتلوا من أجل الذهب في الماضي. ولن يأبه أحد اليوم لموجة الهجرة التي ستتجه إلى تركيا من إدلب في حال اندلاع حرب إقليمية محتملة.
تتمتع الدبلوماسية التي ستلجأ إليها تركيا هنا بأهمية قصوى. إذا وضعنا في الاعتبار أن الطرفين ينظران إلى الوضع بعين استعمارية متوحشة، فإن المهمة الأصعب تقع مجددًا على عاتق تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس