ترك برس
عززت تركيا خلال الأيام الأخيرة من تعزيزاتها العسكرية إلى محافظة إدلب في الشمال السوري، كما صعدت من لهجتها الرافضة لشن قوات النظام السوري هجوما واسعا على المدينة المعقل الرئيسي الأخير لقوات المعارضة السورية.
فقد حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في مقالة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" ، أول من أمس، المجتمع الدولي الدولي من أن تكلفة المواقف السلبية في حال هجوم النظام على إدلب ستكون باهظة، وأنه إذا أخفقت أوروبا والولايات المتحدة في التحرك فإن العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء السوريون فحسب.
كما كرر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تحذيرات أردوغان، خلال لقائه نظيريه الروماني والبولندي في بوخارست، داعيا إلى وقف الهجمات على إدلب والتعاون مع روسيا وإيران لإنهاء وجود الجماعات الإرهابية في المدينة.
وإلى جانب خشية أنقرة من وقوع مذابح للمدنيين وموجة نزوح كبيرة إلى الأراضي التركية المتاخمة، يرى المحلل السياسي، أتيلا يشيلدا، أن "تركيا تحتاج إلى الاحتفاظ بجزء من الأرض السورية، وأن تشكل تهديدا حقيقيا لرئيس النظام السوري، وتجبره على التوصل إلى اتفاق سلام يقبل فيه عودة اللاجئين من تركيا."
وأضاف يشيلدا في حديث لموقع صوت أمريكا، أن احتفاظ تركيا بأجزاء من إدلب وعفرين ومنطقة الباب يعد عنصراً حاسما في خطة تركيا. ولذلك تشعر أنقرة بالقلق من أنه في حالة سقوط إدلب في يد قوات النظام السوري، فإن الوجود العسكري التركي الأوسع في سوريا سيكون الهدف التالي للنظام.
وقال الدبلوماسي التركي السابق أيدين سيلجين: "إذا نجح رئيس النظام السوري في بسط سيطرته على جميع أنحاء سوريا، باستثناء تلك الجيوب التي تسيطر عليها تركيا، فإن هذا يعني أننا في مسار تصادمي مع دمشق".
وأضاف أن أنقرة ذكرت أن الهدف من عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في سورياهو إبقاء حزب العمال الكردستاني بعيدا عن الحدود التركية، ولكن الهدف الذي لم يصرح به هو إبقاء الأسد بعيدا عن حدود تركيا.
وأشار سيلجين إلى أن تركيا تستطيع مواجهة نظام الأسد والتعامل معه بالقوة والدفاع عن إدلب ضد النظام، لافتا إلى أنه لا يمكن تصور قيام روسيا بقصف الوجود العسكري التركي في إدلب.
ويرى محللون أنه نظرا لدعم أردوغان للمعارضة السورية والتزامه بإسقاط رئيس النظام السوري، فإن أنقرة تخشى من أن يسعى الأسد إلى الانتقام من تركيا عبر إرهابيي حزب العمال الكردستاني، ففي الماضي سمحت دمشق للحزب باستخدام سوريا كقاعدة لمهاجمة تركيا.
وقال سنان أولغن، رئيس مؤسسة "إيدام" للأبحاث التي تتخذ من إسطنبول مقرا لها: "إن هدف تركيا النهائي هو أن تخلق وضعا تخضع فيه المناطق السورية المحاذية لتركيا لسيطرة عناصر مؤيدة لأنقرة حتى لا يكون هناك تهديد أمني لتركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!