ترك برس
تناولت وسائل الإعلام التركية على نطاق واسع التطورات المتعلقة باختفاء الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي، يوم الثلاثاء (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018)، بعد زيارته القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.
وفتحت الشرطة التركية يوم الثلاثاء تحقيقا في اختفاء خاشقجي -الكاتب بصحيفة واشنطن بوست الأميركية- في القنصلية السعودية بإسطنبول، بينما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تحقق أيضا في الملف نفسه.
واستدعت وزارة الخارجية التركية، يوم الأربعاء، السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي تبين أنه مختفٍ.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر دبلوماسية إن السفير الخريجي استُدعي إلى مقر الخارجية التركية في أنقرة والتقاه فيها مساعد وزير الخارجية التركي ياووز سليم كيران للاستفسار عن وضع الصحفي خاشقجي.
**أصداء واسعة في وسائل الإعلام التركية
صحيفة "خبر ترك" التركية، المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية، تابعت تطورات الحادثة عن كثب، وقالت: "لغز صحفي مختفٍ في إسطنبول: أين هو الصحفي السعودي جمال خاشقجي؟
بدورها قالت صحيفة "سوزجو"، وهي واحدة من أبرز الصحف التركية المعارضة، إن شرطة إسطنبول استنفرت من أجل جمال خاشقجي، مشيرة إلى اختفاء الصحفي السعودي وسط ظروف غامضة.
من جهتها قالت صحيفة "ستار"، إن هناك ادعاءات حول احتجاز الإعلامي السعودي الشهير جمال خاشقجي بشكل قسري في القنصلية العامة السعودية بإسطنبول.
ونشرت صحيفة "ملييت" بيان القنصلية العامة السعودية في إسطنبول، والذي قالت فيه إنها "تتابع ما ورد في وسائل الإعلام عن اختفاء المواطن السعودي/ جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية وتقوم بإجراءات المتابعة بالتنسيق مع السلطات المحلية التركية الشقيقة لكشف ملابسات اختفائه".
وتناولت صحيفة "حرييت" خبر استدعاء السفير السعودي إلى مقر الخارجية التركية في أنقرة، مؤكدة أن المسؤولين الأتراك طلبوا توضيحًا من السفير بخصوص الصحفي المختفي منذ يومين، وسلطت الضوء على تصريحات خطيبة خاشقجي.
وسائل الإعلام التركية تناولت أيضًا بيانًا أصدرته جمعية "بيت الإعلاميين العرب" في تركيا، وقالت فيه إن خاشقجي توجه إلى قنصلية بلاده في تمام الواحدة ظهر الثلاثاء (بتوقيت إسطنبول)، ولم يخرج منها منذ دخولها.
ووصف البيان خاشقجي بأنه "أحد الصحفيين المؤثرين في منطقة الشرق الأوسط، وإعلامي ترأس عدة مناصب لعدّة صحف في السعودية".
كما اهتم الإعلام التركي بتصريحات متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، والتي قال فيها إن المعلومات التي وردتهم إلى الآن تفيد بوجود الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.
ولفت قالن إلى أن الحادثة لها أبعاد من حيث القانون الدولي وقوانين الجمهورية التركية ومن الناحية الإنسانية. وشدد على أن بلاده تقيّم الحادثة من جميع جوانبها، معربا عن أمله بأن يتم حل هذا الموضوع بشكل "سلس".
**غياب التصريحات الرسمية الواضحة حول مصير خاشقجي
تقارير إعلامية عربية سلّطت الضوء على أسباب غياب التصريحات الرسمية الواضحة والقاطعة من الطرفين التركي والسعودي، ودلالات ذلك الممكنة على مصير جمال خاشقجي.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "عربي21" عن "دبلوماسي عربي مقيم في بريطانيا" قوله إن التفسير الأول لهذا الصمت الرسمي وخصوصا في الساعات الأولى هو بسبب غياب المعلومات الدقيقة عند الجانب التركي، وعدم رغبة السعودية بتقديم أي معلومة قد تضر بموقفها من الأزمة.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن غياب الرواية التركية في الساعات الأولى خصوصا هو أمر متوقع، حيث لا توجد أي دولة في العالم تقدم معلومات أو تصريحات عن عملية أمنية قبل تحقيق تقدم فيها، خشية أن يساهم الإعلام في التأثير على الجهود الأمنية.
وفي ظل غياب الروايات الرسمية القاطعة عن الأزمة، يرى الدبلوماسي العربي أن كل الخيارات مفتوحة حول مصير الصحافي جمال خاشقجي، حيث لا يوجد ما يؤكد رسميا وجوده في السعودية أو بقاءه في تركيا.
ولكن الدبلوماسي العربي رجح أن الصمت الرسمي قد يدعم نظرية وجود خاشقجي في تركيا ولكن بقبضة الدولة السعودية، سواء كان ذلك في مبنى القنصلية في إسطنبول أو أي مبنى آخر تابع لسفارة الرياض أو قنصلياتها على الأراضي التركية.
وأوضح الدبلوماسي العربي أن ترجيحه لهذا الاحتمال يقوم على تفسير الصمت الرسمي من أنقرة تحديدا، حيث اعتبر غياب التصريحات التركية مؤشرا على وجود مفاوضات سياسية لحل الأزمة بطريقة لا تسيء لصورة البلدين.
**تعليق أممي
المكتب الإعلامي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، علّق أيضًا على موضوع اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، بعد يومين على انقطاع أخباره إثر مراجعته لقنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا.
وقال المكتب في بيان له، إنه يأمل أن يتم العثور على الصحفي جمال خاشقجي وأن يكون آمنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!