ترك برس
كشفت السلطات الأمنية التركية عن معلومات جديدة حول مواطنين سعوديين وصلوا إلى مدينة إسطنبول التركية يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تزامنًا مع اختفاء الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي.
وكالة الأناضول التركية نقلت عن مصادر أنه جرى تفتيش طائرة خاصة قادمة من السعودية هبطت على مدرج مطار "أتاتورك" الدولي بإسطنبول، يوم اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي (الثلاثاء الماضي)، وذلك قبل مغادرتها المطار.
وأوضحت أن مسؤولين أمنيين فتشوا ركاب الطائرة وحقائبهم عبر أجهزة المسح قبل مغادرتها المدرج في نفس اليوم، وذلك بعد أن وصلت أنباء عن اختفاء خاشقجي.
وأشارت إلى أن المسؤولين الأمنيين فتشوا الطائرة التي كانت مستعدة للمغادرة، ولم يعثروا على أثر له صلة باختفاء خاشقجي، وعقب ذلك سمحوا لها بالمغادرة.
يذكر أن خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، قالت في تصريح للصحفيين، إنها رافقته إلى أمام مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، وأن الأخير دخل المبنى ولم يخرج منه، فيما نفت القنصلية ذلك، وقالت إنّ خاشقجي زارها، لكنه غادرها بعد ذلك.
والإثنين، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان، مسؤولي القنصلية السعودية في إسطنبول، بإثبات خروج خاشقجي منها، وتقديم تسجيلات مصورة تؤكد مغادرته.
وكانت الخارجية التركية استدعت لأول مرة سفير الرياض لدى أنقرة، الأربعاء، أي بعد يوم من اختفاء خاشقجي، قبل أن تستدعيه للمرة الثانية الأحد للسبب ذاته.
وذكرت مصادر أمنية تركية، السبت، أن 15 سعوديا، بينهم مسؤولين، وصلوا إسطنبول على متن طائرتين، وتواجدوا بالقنصلية السعودية بالتزامن مع وجود الصحفي السعودي جمال خاشقجي فيها يوم الثلاثاء الماضي.
وأضافت المصادر أن المسؤولين عادوا لاحقا إلى البلدان التي قدموا منها. والسبت الماضي، أعلنت نيابة إسطنبول فتح تحقيق حول اختفاء خاشقجي.
ورجحت تقارير إعلامية أن فريقا مؤلفا من 15 من عناصر الأمن السعوديين أُرسل خصيصا إلى إسطنبول -عبر طائرتين خاصتين وصلتا من مصر والإمارات، وكان هذا الفريق بالقنصلية بالتزامن مع تواجد خاشقي فيها.
وكشفت صحيفة "صباح" التركية المقربة من الحكومة -نقلا عن مصادر أمنية- أن أفراد الفريق حجزوا أربع ليال في الفنادق التي نزلوا فيها قرب القنصلية، إلا أنهم غادروا في اليوم نفسه الذي وصلوا فيه، بعضهم إلى مصر وآخرون إلى دبي عبر طائرتين خاصتين.
وأفادت "صباح" بأن الفريق الأمني التركي المكلف بحراسة القنصلية أعطي إجازة عاجلة من القنصلية في ذلك اليوم، وأن ست سيارات خرجت من القنصلية بشكل متزامن بعد دخول خاشقجي إليها بساعتين ونصف الساعة.
الصحيفة قالت إن السيارات المظللة توجهت إلى منزل القنصل محمد العتيبي القريب من القنصلية، وبقيت هناك نحو أربع ساعات، وترجح السلطات الأمنية التركية أن يكون خاشقجي في إحدى تلك السيارات، حسب موقع "الجزيرة نت".
النيابة العامة بإسطنبول عينت الثلاثاء، مدعيا عامًا جمهوريا ونائب مدع عام لاتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة في القنصلية السعودية في إطار التحقيقات الجارية المتعلقة بادعاء "احتجاز جمال خاشقجي في القنصلية العامة" للسعودية.
** انزعاج لدى أحزاب المعارضة التركية
نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، سزغين تانري كولو، طالب الحكومة بسحب سفير بلاده من السعودية وإعلان القنصل السعودي "شخصا غير مرغوب به".
جاء ذلك في كلمة ألقاها تانري كولو (النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض عن مدينة إسطنبول) أمام القنصلية السعودية، على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
واعتبر تانري كولو بأنّ خاشقجي "ذهب ضحية عملية جنائية مدبر لها". ومازال مراسلو وسائل الإعلام المحلية والعالمية ينتظرون أمام القنصلية لرصد أي جديد في قضية اختفاء الخاشقجي.
وطالب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو، في كلمة بالبرلمان التركي، بتسليم المسؤولين عن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي للقضاء.
وأضاف:" يجب العثور على المسؤولين، وتسليمهم للقضاء"، ودعا إلى طرد فوري لجميع الدبلوماسيين المتورطين باختفاء خاشقجي، وإعلانهم أشخاص غير مرغوب بهم. وأردف:" لا يمكن أن تصبح حياة إنسان رخيصة بهذا القدر".
بدوره قال رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجة لي، أمام الكتلة النيابية للحزب، أن تركيا ترغب في التأكد من صحة الأنباء الوخيمة حول مصير الخاشقجي، وأنّ ادعاءات خروجه من القنصلية بحاجة إلى إثبات بالأدلة القطعية.
وقال بهجة لي: "تركيا ليست مسرحا للعمليات الخفية وتصفية الحسابات الدموية للمتآمرين الإقليميين، فإن كانت هناك جريمة وتم إثبات المجرمين، فيجب القيام بما يلزم على الفور ومحاسبة الجناة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!