غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
واشنطن بوست، الصحيفة التي أطاحت ذات يوم برئيس أمريكا، وضعت على إحدى صفحاتها الداخلية إطارًا فارغًا..
إنه عمود الكاتب السعودي جمال خاشقجي، الذي انقطعت أخباره وكأنه "تبخر"، بعد دحوله قنصلية بلاده في إسطنبول.
أعطته القنصلية موعدًا يوم 2 أكتوبر في الساعة الواحدة من أجل استكمال معاملة شخصية. دخل القنصلية، وما بعد ذلك مجهول.
أصبحت الحادثة المادة الأولى لللإعلام الأمريكي والعالمي. وأحاط بها الكثير من الشائعات.
- تم قتله وإذابة جثته بالأسيد!
- تم قتله وإخراج جثته من القصلية بعد تقطيعها.
- خرج من الباب الخلفي للقنصلية حافلتان صغيرتان سوداوان، هل من الممكن أن يكون أُخرج بإحدى الحافلتين ثم أُلقي به في البحر؟
- من المحتمل أنه اقتيد إلى مكان ما بعد إخراجه بالحافلة السوداء.
- وأخيرًا، هناك احتمال، وإن كان ضئيلًا بأنه ما زال في القنصلية.
***
مهما كان الأمر، الحادثة فظيعة.
الأمر المؤكد هو أن خاشقجي لم يخرج من الباب الذي دخله، رغم مضي ساعات.
جاء مع خطيبته خديجة إلى القنصلية، وطلب منها إبلاغ كبير مستشاري رئاسة الجمهورية التركية ياسين أقطاي، ورئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب طوران قشلاقجي، في حال عدم خروجه.
وهكذا انتشر خبر الحادثة بعد اتصال السيدة خديجة بأقطاي وقشلاقجي.
***
كان خاشقجي معارضًا لسياسات الحكم في بلاده، وفي حوار مع صحيفة يني شفق التركية في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2017 قال إنه مُنع من الكتابة في الإعلام السعودي، وإنه يقيم في الولايات المتحدة عقب موجة الاعتقالات في المملكة. وأوضح أنه كان سيدخل السجن أو ستفرض عليه الإقامة الجبرية لو لم يسافر إلى الولايات المتحدة.
يحاول البيت الأبيض مداراة الحادثة بتصريحات من قبيل "نشعر بالقلق". فهو لا يريد تعريض المحور المؤسس مع إسرائيل والإمارات ومصر لضربة عند الجناح السعودي.
لكن السيناتورات الديمقراطيين والجمهوريين يركزون على القضية، بل إنهم يتحدثون حتى عن قطع علاقات الولايات المتحدة مع السعودية.
***
والآن، لنتطرق إلى المؤشرات التي تدفع السعودية إلى قفص الاتهام.
في يوم موعد خاشقجي جاء إلى القنصلية بالطائرة 15 سعوديًّا، وخرجوا بعد دخوله بساعات، ثم غادروا تركيا.
هل هذا فريق اغتيال؟
أم أنهم شرطة؟
الأمر الملفت أنه منذ اللحظات التي دخل فيها خاشقجي القنصلية كانت جميع كاميرات المراقبة متوقفة عن العمل. أي أنه لا يوجد تسجيلات.
بطبيعة الحال من غير الممكن "إدانة" السعودية مسبقًا، وإن كانت المؤشرات والقرائن قوية.
كما أنه قد يكون هناك حسابات هامة بالنسبة تركيا في خلفية الحادثة.
هذا ما سنتناوله في مقال آخر..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس