ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
تشير تصريحات الرئيس التركي بخصوص جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى أن التسجيلات تصور مشهدًا مريعًا.
سألت مصادري عن المعلومات التي يملكونها بهذا الخصوص، فقدموا لي التفاصيل التالية:
الموعد الأول في 28 سبتمبر/ ايلول جرى في أجواء غاية في الودية. موظفو القنصلية يقدمون الشاي لجمال خاشقجي ويتبادلون معه أطراف الحديث. يضربون له موعدًا ليوم الثلاثاء.
عندما جاء إلى الموعد يوم الثلاثاء، قدموا له الشاي مجددًا كما في المرة السابقة. ونظرًا للأجواء الإيجابية في الموعد الأول كان خاشقجي مرتاحًا، فشرب الشاي. وهنا كان الفخ. فقد وضعوا منوّمًا في الشاي، وبعد فترة يغيب خاشقجي عن الوعي.
ينقلونه إلى غرفة كاتمة للصوت، ويقيدوه بينما كان غائبًا عن الوعي. بعد فترة يصحو خاشقجي لكن ليس بوعيه كاملًا. يبدؤون هنا باستجوابه وضربه.
خلال هذه الفترة تشير التسجيلات الصوتية إلى حدوث مشادات كلامية بين أعضاء فريق الاغتيال أكثر من الشجار مع خاشقجي. يختلط الصراخ والأصوات ببعضها، ويشتد الخلاف.
يمارسون التعذيب على جسد خاشقجي وهو حي، ويقولون للقنصل السعودي إن التعليمات جاءت من أعلى المستويات (المقصود بأعلى المستويات ولي العهد). بعد ذلك، يقتلون الصحفي ويقطعون جثته.
لولا إصرار أردوغان..
السبب في اختيار تركيا لتكون مسرحًا لهذه الجريمة هو أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ليست على ما يرام، علاوة على المشاكل التي تعيشها تركيا مع دول الجوار. ولا ننسى هنا الانزعاج الناجم عن تقديمها الدعم لقطر.
يقطع فريق الاغتيال جثة خاشقجي إلى أجزاء ويذيبونها في مواد كيميائية، ثم يلقونها في مناطق مختلفة من إسطنبول. لم يكونوا يظنون أن أنقرة ستصر إلى هذه الدرجة على كشف ملابسات اختفاء خاشقجي.
هذا ما نقلته إلي مصادري. يتضح مما روته المصادر أن موقف تركيا الحازم وإصرار رئيسها أردوغان على كشف ملابسات الجريمة هما ما أفسد اللعبة.
بالنتيجة، هناك صحفي تم اغتياله غدرًا وعن سابق تخطيط وتدبير. موقف تركيا هو ما أجبر الرأي العام العالمي على متابعة الحادثة وتطوراتها.
ويبدو أن جميع التفاصيل سوف تظهر خلال فترة قصيرة من الزمن، وستظهر الصورة كاملة للعيان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس