ترك برس
توقع الخبير الإيراني في شؤون غرب آسيا، رحمن قهرمان بور، أن يشهد عام 2019 مزيدا من تعزيز التعاون بين أنقرة وطهران في المجالين الاقتصادي والسياسي، مشيرا إلى أن الرئيس التركي أردوغان لن يرضخ للضغوط الأمريكية حول تشديد الحصار الاقتصادي على إيران.
وقال قهرمان بور في مقابلة مع موقع الدبلوماسية الإيرانية تناولت آفاق العلاقات التركية الإيرانية في العام الجديد، إن الدعم الذي قدمته طهران لأنقرة في أعقاب محاولة الانقلاب عام 2016 أسفرت عن تحسن العلاقات بين البلدين التي تطورت خلال العام الحالي.
وأضاف الخبير الإيراني أن العقوبات الأمريكية على كل من إيران وتركيا ساهمت في إحداث مزيد من التقارب بين البلدين. ومن الناحية التاريخية كانت التقاليد السياسية والدبلوماسية في تركيا هي السعي إلى الاستفادة القصوى من الظروف من أجل تحقيق مصالحها، فلم تتبع تركيا العقوبات الأمريكية ضد إيران لا في الثمانينيات ولا في أوائل عام 2010.
واشار قهرمان بور إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيمارس مزيدا من الضغوط على الرئيس التركي ليصادق على سياسته تجاه إيران، لكنه استبعد أن إن يرضخ الرئيس أردوغان للضغوط الأمريكية.
وأوضح أن تركيا اليوم تختلف عما كانت عليه قبل 30 عامًا، أو حتى عام 2002، أو حتى قبل عام 2016. منذ انقلاب عام 2016، حيث تبلور إجماع سياسي بين صناع القرار في تركيا على إطلاق سياسة متعددة الأطراف مستقلة عن رؤية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأضاف أن أنقرة تعتقد أنها بحاجة إلى إمكانات جميع البلدان الإقليمية وعبر الإقليمية للنمو والتنمية في تركيا. ولتحقيق هذا الهدف، فقد رفعت مكانتها الدولية من إفريقيا إلى روسيا والصين وقطر وهولندا وكندا وأماكن أخرى.
ووفقا للمحلل الإيراني، تستطيع طهران بوصفها قوة إقليمية كبرى في الشرق الأوسط، أن تساعد تركيا بشكل كبير في تحقيق أهدافها. ومن ثم فإن تركيا تدرك أهمية إيران في سياساتها ولديها خطط جادة لتطوير علاقاتها مع طهران في جميع المجالات.
وأردف أن تركيا تهدف إلى إقامة توازن في علاقاتها مع إيران والولايات المتحدة في السنوات المقبلة. وهي عازمة على عدم زيادة التوتر مع جيرانها، على عكس العقود السابقة. ولذلك فإن تركيا لن تتخلى عن إيران ببساطة، ليس لأنها تفضل سياسة طهران، ولكن لأن وضعها الحالي يتطلب مثل هذا النهج.
وقال قهرمان إن ضغوط ترامب لن تجبر تركيا على تغيير سياستها تجاه جار رئيسي مثل إيران. وقد أثبتت السوابق أن أنقرة لن تغير بسهولة سياساتها تجاه طهران تحت ضغط من واشنطن. ولا سيما في الظروف الحالية، حيث العقوبات الأمريكية أحادية الجانب يرفضها الاتحاد الأوروبي، وهو ما يشجع تركيا على مواصلة التعاون مع إيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!