ترك برس
أدلى محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، برأيه حول غياب تركيا عن الوضع السياسي في العراق، مبينًا أن "تركيا هي أحد العوامل المهمة في المنطقة وليست العراق فقط، ولكن حتى الآن لم تضع مشروعا، ولم تفتح حوار بناء مشروع".
وأكد النجيفي في تصريح لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، أن "تركيا ليس لديها مشروع في العراق واهتمامها الوحيد هو الناحية الأمنية من حزب العمال الكردستاني (PKK) المتواجد في مناطق من العراق، لحفظ الأمن في بلادها".
وحول عدم تبني تركيا للأحزاب السنية في العراق كما تفعل إيران مع أحزاب الشيعة، قال النجيفي إن "هناك فرقا في الثقل، فعندما تتحدث عن دولة فهي لديها مصالحها واستراتيجيتها في العمل، فلا نستطيع نحن كأفراد تغيير إستراتيجية دولة ليست دولتنا".
وتساءل: "هل أصبحت القوى السياسية في المنطقة، سواء كانت عراقية أم تركية أم سورية أم أردنية أم حتى خليجية، تفكر بالمستقبل المشترك لهذه المنطقة؟ يجب عليها أن تبدأ حوارا حول مستقبل استقرار المنطقة، وأن لا يذهب هذا الحوار إلى العداء مع إيران لأنها جزء من المنطقة، وإنما يجب أن يذهب لمرحلة استقرار المنطقة وأن يبنى على العلاقات الطبيعية بين مجتمعاتها".
وأردف النجيفي قائلا: "الدولتان التركية والإيرانية، تفكران بمصالحهما، ونحن الآن بحاجة لطرح أفكار أمام هذه الدول تتقدم مؤسسات الدولة، لاستقرار المنطقة وتناقش المخاطر من استمرار الفوضى بالمنطقة، وإيجاد رؤية مشتركة لاستقرارها".
ولفت القيادي في تحالف القرار العراقي إلى أن "الدول إذا وجدت هناك فكرة تقتنع بها شعوب المنطقة، فإن هذه الدول ستعود لبناء استراتيجياتها، بموجب هذه الفكرة المشتركة".
وبخصوص أسباب الوضع السني الضعيف والمشتت بعد حكمهم الطويل للعراق، قال النجيفي إن "التغيير الذي حصل في العراق كان بقوى خارجية لذلك فإن المعادلة لن تتغير بعوامل داخلية".
وأضاف أن "قوى خارجية وهي الاحتلال الأمريكي، هي التي أزاحت طبقة سياسية معينة وحجمت السنة وسلمت السلطة للشيعة، لذلك فقد تصدر المشروع الإيراني، واستمرت لفترة طويلة أمريكا تدعمه حتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما".
وأردف النجيفي قائلا: "وبعد مجيء ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، ما زالت الكثير من المؤسسات الأمريكية لم تغير رؤيتها، لكنهم الآن يفكرون بعدم ترك العراق يصبح من حصة إيران منفردة وحدها".
ورأى محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي أن "تركيا أخطأت خطأ جسيما لأنها لم تشارك باحتلال العراق وإلا لتغيرت المعادلة في المنطقة"، مؤكدا أنه "حتى أمريكا التي احتلت العراق لم يكن لديها مشروع لما بعد الاحتلال".
وبخصوص غياب المشروع السني في العراق، قال النجيفي إن "أسبابا عدة وراء عدم ارتقاء السنة لبناء مشروع في العراق، ومن أهمها: في فترة حزب البعث حصر القيادة بحزبه ولم يدع المجال لتنمو الأحزاب السياسية، وما نما كان فقط أحزابا شيعية وكردية".
وعن أسباب ضعف السنة في العراق، قال النجيفي: "لا أستطيع أن أحمل شخصية سنية وهذا ظلم، لأنها لا تمتلك أدوات وأحزابا كثيرة لذلك فإنها لا يمكن أن تواجه مخططات دول كبيرة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!